جمعية حقوقية تحمّل السلطات التونسية المسؤولية عن سلامة صحفية مضربة عن الطعام في سجنها

الصحفية التونسية شذى الحاج مبارك

قالت “جمعية ضحايا التعذيب” إنها تتابع بقلق بالغ ما عَدَّته “التدهور الخطر للحالة الصحية للصحفية التونسية شذى الحاج مبارك، بعد قرارها الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام، منذ الأحد الماضي، داخل (سجن المسعدين قرب مدينة سوسة) وسط شرقي تونس”.

وبدأت الصحفية شذى، المعتقلة منذ يوليو/تموز 2023، إضرابًا عن الطعام، وهي تعاني تعقيدات صحية وضعفًا في السمع، احتجاجًا على “عدم تمكينها من مسكنات الألم منذ قرابة الشهر، وعدم تمكينها من مقابلة الطبيب لعلاج الآلام العديدة التي انتشرت في كل عضو بجسدها جراء الإهمال الصحي”، وفق ما أفاد به شقيقها الذي زارها في سجنها.

ونددت جمعية ضحايا التعذيب -تتخذ من العاصمة السويسرية جنيف مقرًّا لها- في بيان، اليوم السبت، بما سمّته “التنكيل” الذي تتعرض له الصحفية شذى التي “تتم محاكمتها من دون اعتبار لصفتها الصحفية والقانون المنظم لها الذي يجرّم العقوبات السالبة للحرية”.

وطالبت الجمعية بـ”الإفراج الفوري عن شذى وعن كل زملائها الصحفيين والإعلاميين، ووقف جميع الملاحقات القضائية التعسفية بحقهم” وفق ما جاء في البيان.

ويجري التحقيق مع شذى من بين معتقلين آخرين، بشأن أنشطة شركة “ستالينغو” للنشر على شبكة الإنترنت التي تلاحقها منذ عام 2021 تهم بتبييض أموال والتآمر على أمن الدولة.

وحمّلت “جمعية ضحايا التعذيب” السلطات التونسية “وعلى رأسها الرئيس قيس سعيّد (وصفته برئيس سلطة الأمر الواقع) المسؤولية الشخصية عن السلامة الجسدية للصحفية شذى ولزملائها الصحفيين والإعلاميين ولكل السجناء السياسيين وسجناء الرأي الذين باتت تضج بهم سجون البلاد من شمالها إلى جنوبها”.

وذكّرت الجمعية “المسؤولين عن التعذيب والمشرفين عليه، مهما كانت حدود مسؤولياتهم وصلاحياتهم، أن جريمة التعذيب لا تسقط بالتقادم، وأنهم لن يفلتوا من سلطة العدالة الدولية”.

نقابة الصحفيين تحذر من تدهور الوضع الصحي لصحفيين في السجن

والخميس الماضي، حذرت نقابة الصحفيين التونسيين من تدهور الوضع الصحي للصحفيين داخل السجون، بسبب تدني ظروف الاعتقال والرعاية.

وأوضحت نقابة الصحفيين أن فريق الدفاع لم يتمكن من التواصل مع الصحفية شذى، ولم يحصل على ترخيص لزيارتها.

وقالت نقابة الصحفيين أيضًا إن الصحفي محمد بوغلاب، القابع في السجن منذ مارس/آذار الماضي، يعاني التهابًا حادًّا في الجلد، وتدني خدمات الرعاية والعلاج.

وحذرت نقابة الصحفيين في بيان لها من أن تكون هذه الممارسات بحق الصحفيين “سياسة تنكيلية ممنهجة تصب في خانة العقوبات التكميلية”.

ويقبع في السجن كذلك الصحفيان مراد الزغيدي وبرهان بسيس والمحامية سنية الدهماني، بسبب تعليقات في وسائل الإعلام عُدَّت مخالفة لمرسوم أصدره الرئيس سعيّد، ينظم الجرائم المرتبطة بأنظمة الاتصال والمعلومات.

ويواجه المرسوم 54، المعروف في تونس، انتقادات واسعة من منظمات حقوقية بسبب القيود على حرية التعبير.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان