فريد زكريا: الأخطاء الثلاثة الكبرى التي ارتكبها الديمقراطيون

الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب
الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب (رويترز)

يقول الكاتب الأمريكي فريد زكريا، محلل الشؤون الخارجية في صحيفة واشنطن بوست، ومقدم برنامج على شبكة “سي إن إن”، في مقال إن هناك ثلاثة أخطاء استراتيجية أدت إلى خسارة الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية والكونغرس.

وأضاف زكريا أن الاقتصاد الأمريكي كان يعمل بشكل أفضل من اقتصادات الدول الأخرى، التوظيف قوي، والأجور مرتفعة، والتضخم منخفض، والإنتاجية في ارتفاع.

وأرجع زكريا الخسارة إلى هذه الملفات الثلاثة:-

ملف الهجرة وضبط الحدود

الخطأ الكبير الأول، هو انهيار نظام الهجرة والفوضى على الحدود، فنظام اللجوء الذي كان مخصصًا لعدد محدود من الأفراد المضطهدين يستخدمه الملايين للحصول على دخول قانوني. وبدلاً من إغلاقه، وصف الليبراليون أي شخص يحتج بأنه بلا قلب وعنصري.

وأضاف زكريا: لقد تجاهل الديمقراطيون وجود تحول هائل في الرأي العام الأمريكي في السنوات الأخيرة، ففي عام 2020، كانت نسبة الأمريكيين الذين أرادوا تقليل الهجرة 28%؛ ارتفعت النسبة في العام 2024 إلى 55%.

وعندما ظهرت كامالا هاريس في برنامج “The View” وسُئلت كيف ستختلف عن بايدن، كان يجب عليها أن تقول: ” سأغلق الحدود مبكرًا وبقوة”، حتى تستطيع الوقوف أمام شعارات دونالد ترامب.

كامالا هاريس جو بايدن
الرئيس الأمريكي جو بايدن (يسار) ونائبته كامالا هاريس (يمين) (غيتي)

الإفراط في ملاحقة ترامب

يقول زكريا إن الخطأ الثاني للديمقراطيين كان إساءة استخدام القانون بشكل مفرط لمعاقبة دونالد ترامب، وكانت أكثر الملاحقات القضائية التي تمت متابعتها قضية أموال الإسكات التي رفعها المدعي العام ألفين براغ في نيويورك، وهي القضية التي كان هو نفسه متشككًا فيها ذات يوم.

وكذلك، وعلى الرغم من أن قضية التدخل في الانتخابات في جورجيا، مشروعة، فإن العدد الهائل من الدعاوى القانونية ضد ترامب، أعطى الانطباع بأن النظام القانوني تمت تعبئته للإيقاع بترامب.

وخلص زكريا إلى أن الحرب القانونية حولت ترامب من خاسر إلى ضحية، ومع اتساع قائمة الاتهامات، زادت المساهمات في حملته الانتخابية وتعززت أرقام استطلاعات الرأي الخاصة به.

اليسار وقضايا الهوية

أما الخطأ الثالث والأخير، كما يقول زكريا، فهو هيمنة سياسات الهوية على اليسار، والتي جعلت الديمقراطيين يدفعون من أجل سياسات التنوع والمساواة والإدماج والتي أصبحت مصدرًا للنفور لدى قطاعات واسعة من الناخبين.

وأضاف: هذا النوع من الهوس جعل الديمقراطيين ينظرون إلى الناس كثيرًا من خلال هويتهم العرقية أو العنصرية أو الجنسية، وجعلهم يتجاهلون أن اللاتينيين من الطبقة العاملة كانوا يتجهون نحو ترامب لأنهم محافظون اجتماعيًا، وكان أحد أكثر إعلانات ترامب فعالية، حول قضايا المتحولين جنسياً.

بجانب هذا أصبحت قواعد التعبير في الجامعات وثقافة الإقصاء من الوسائل التي استخدمها اليسار لفرض الرقابة وتقييد حرية التعبير، وهو ما ساهم في تحول كثير من الناخبين عن الحزب الديمقراطي نحو ترامب وحزبه.

وختم زكريا بالقول: “هناك طريقة بسيطة للتفكير في الدروس المستفادة من هذه الانتخابات وهي أن الليبراليين لا يستطيعون تحقيق الأهداف الليبرالية، مهما كانت فضيلتها، بوسائل غير ليبرالية”.

المصدر : واشنطن بوست

إعلان