لبناني محرر من “صيدنايا” يكشف تفاصيل العذاب الذي عاناه يوميا طيلة 33 عاما (فيديو)
قال اللبناني سهيل حموي إنه كان يتنفس العذاب يوميا ولم يكن لديه أي أمل في العودة إلى بلده، بعد أن قضى 33 عاما في سجون سورية آخرها كان سجن صيدنايا السيئ السمعة بريف دمشق.
حموي، وهو أول لبناني يصل إلى بلاده بعد تحريره مع لبنانيين آخرين (غير محدَّد عددهم بعد) من المعتقلات التابعة للنظام السوري، أضاف “لم يكن لديَّ أي أمل بالخروج من السجن والعودة إلى وطني وبيتي”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsوسط حالة ذهول.. معتقلو صيدنايا يخرجون زحفا بعد سنوات من التعذيب (شاهد)
وول ستريت جورنال: هكذا عززت هيئة تحرير الشام قدراتها العسكرية تمهيدا لإسقاط الأسد
مستشار الأمن القومي الأمريكي: هذا ما قامت به واشنطن في سوريا
اعتُقل حموي على يد أفراد استخبارات الجيش السوري عام 1991 بتهمة الانتماء إلى حزب القوات اللبنانية المعروف بمعارضته للوجود السوري في لبنان، وهو بين مئات اللبنانيين المفقودين في السجون السورية، وفقا لمنظمات حقوقية لبنانية.
أوضح حموي “كنت محكوما بالمؤبد في سجن صيدنايا، وها أنا عدت اليوم إلى نفس المنزل الذي اعتُقلت منه في بلدتي شكا (شمال لبنان).
روى حموي معاناة 3 عقود من الاعتقال، تنقّل خلالها بين سجن عنجر (شرق لبنان) الذي كان تحت إدارة النظام السوري آنذاك، مرورا بسجنين في دمشق واللاذقية، وصولا إلى سجن صيدنايا الذائع الصيت.
وتابع “خلال فترات الاعتقال كنت في السجن الانفرادي على مدى 15 عاما، قبل نقلي إلى سجن صيدنايا حيث أصبحت في زنزانة جماعية”.
وبشأن ظروف الاعتقال، قال حموي “كل ما عشته وتنفسته من لحظة الاعتقال هناك كان عذابا. شعور ممزوج باليأس والحرمان، ولم يكن لديَّ أي أمل أنني سأخرج من المعتقل مجددا”.
وأضاف “لم يكن هناك أي زيارات، وكان التواصل ممنوعا بتاتا مع الأهل والأقارب، وأعتقد أنه كان هناك تقصير في الإعلام لعكس مأساتنا”.
وعن خروجه من الاعتقال، قال “كنا نعلم أن هناك أحداثا في الخارج لكننا لم نكن نتوقع الخروج بهذه السرعة من السجن”.
وتابع “سمعت طلقات نارية ولم أعلم من الذي أخرجني، قطعت عشرات الكيلومترات سيرا على الأقدام قبل أن يقلني أحدهم إلى لبنان”.
وفي وقت سابق الاثنين، أفادت وكالة الإعلام اللبنانية الرسمية بأن حموي هو من أوائل الأسرى الذين عادوا إلى لبنان، في خطوة أثارت الأمل بعودة بقية المفقودين والمعتقلين اللبنانيين.
تجدر الإشارة إلى أنه خلال فترة الوجود السوري في لبنان التي استمرت 29 عاما (1976-2005)، اعتُقل عدد من اللبنانيين ونُقلوا إلى السجون السورية لأسباب عدة، بينها الانتماء إلى أحزاب معارضة لهذا الوجود، أو الاشتباه في التعاون مع جهات معادية للنظام السوري آنذاك.
إضافة إلى ذلك، تعرَّض بعض اللبنانيين للإخفاء القسري من دون معرفة الأسباب الحقيقية لاعتقالهم، لا سيما في فترة الحرب اللبنانية الأهلية (1975-1990).
وفي فترات سابقة، أفرج نظام الأسد عن لبنانيين معتقلين لديه على دفعتين، الأولى عام 1998 شملت 121 لبنانيا، والثانية عام 2000 شملت 54 لبنانيا، لكن جمعيات لبنانية قالت إن مئات اللبنانيين ما زالوا موجودين في السجون السورية، بينما نفت دمشق ذلك.
ووفق جمعية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية (غير حكومية)، فإن عدد اللبنانيين المُخفين قسرا في السجون السورية يبلغ 622.