بشار الأسد.. طبيب العيون والوريث غير المتوقع الذي تحول إلى رئيس سوريا المخلوع

رئيس النظام السوري بشار الأسد (غيتي)

بشار الأسد هو الرئيس السوري المخلوع الذي حكم سوريا منذ يوليو/تموز 2000 حتى سقوط نظامه في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024. ورث الحكم بعد شهر من وفاة والده حافظ الأسد، الذي كان رجلا عسكريا حكم البلاد لعقود.

كيف نشأ بشار الأسد وما هي خلفيته العائلية؟

ولد بشار الأسد في 11 سبتمبر/أيلول 1965. وهو الابن الثاني للرئيس السابق حافظ الأسد وزوجته أنيسة. ينتمي إلى الطائفة العلوية التي تشكل أقلية في سوريا. وصل والده حافظ الأسد إلى السلطة من خلال عمله في الجيش السوري وعضوية حزب البعث، ثم سيطر على الحكم في سوريا عام 1970.

عائلة حافظ الأسد (الفرنسية)

ماذا درس بشار الأسد؟

تلقى بشار الأسد تعليمه في مدرسة الحرية العربية الفرنسية بدمشق، حيث تعلم اللغتين الإنجليزية والفرنسية، ثم تخرج في تلك المدرسة عام 1982، ودرس الطب في جامعة دمشق، وتخرج فيها عام 1988.

في عام 1992، سافر بشار إلى لندن للدراسة في مستشفى “ويسترن آي”، وفي ذلك الوقت كان يعيش حياة طالب طب عادي من دون طموحات سياسية.

كيف وصل بشار الأسد إلى سدة الحكم؟

في عام 1994، اضطر بشار، الذي كان يبلغ من العمر وقتها 29 عاما، للعودة إلى دمشق من لندن بعد وفاة أخيه الأكبر باسل – الذي كان يُعدّ لتولي الرئاسة- في حادث سيارة عن عمر 33 عاما.

التحق بالأكاديمية العسكرية في حمص، وتمت ترقيته بسرعة في الرتب العسكرية ليصبح مقدما في غضون خمس سنوات. ثم تمت ترقيته إلى رتبة عقيد في يناير/كانون الثاني 1999.

خلال هذه الفترة، عمل أيضا مستشارًا لوالده. وعندما توفي حافظ الأسد في 10 يونيو/حزيران 2000، صوت البرلمان السوري بسرعة لخفض الحد الأدنى لسن المرشحين للرئاسة من 40 إلى 34 عاما، حتى يكون الأسد مؤهلًا للمنصب.

تولى الأسد منصبه في 11 يوليو/تموز 2000. كما تم اختياره زعيمًا لحزب البعث والقائد العام للجيش، ثم انتُخب رئيسًا لسوريا بأكثر من 97% من الأصوات، وفي خطابه الافتتاحي أكد التزامه بالتحرير الاقتصادي وتعهد بتنفيذ بعض الإصلاحات السياسية.

السوريون يعبرون عن دعمهم لبشار الأسد خلال تجمع بدمشق في 8 يوليو 2000، قبل يومين من استفتاء لتثبيته رئيسًا خلفًا لوالده حافظ الأسد، الذي حكم سوريا بقبضة من حديد مدة 30 عاما (الفرنسية)

ما هي أبرز محطات حكم بشار الأسد؟

واجه الأسد تحديات متعددة، فقد ورث الوجود العسكري السوري في لبنان، وتصاعدت التوترات مع تركيا حول حقوق المياه، بينما حافظت سوريا على حدود هادئة نسبيًّا مع إسرائيل المحتلة للجولان.

  • رفض شكل الديمقراطية الغربية: رفض الأسد تطبيق نموذج الديمقراطية الغربية في السياسة السورية، معتبرا إياه غير ملائم لواقع البلاد.
  • العلاقة مع لبنان: بدأ الأسد انسحابا تدريجيا من لبنان عام 2000، وتسارعت وتيرته عقب اتهام سوريا بالضلوع في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. أثار هذا الاتهام، الذي نفته دمشق بشدة، انتفاضة شعبية في لبنان وضغوطًا دولية أفضت إلى سحب كل القوات السورية من لبنان.
    الجيش السوري أثناء انسحابه من لبنان في عهد بشار الأسد (غيتي)

     

  • تشديد القبضة الأمنية: على الرغم من وعود الإصلاح في مجال حقوق الإنسان، لم يشهد الوضع تحسنا ملموسًا بعد تولي الأسد السلطة. ففي عام 2006، وسعت السلطات السورية نطاق حظر السفر على المعارضين؛ مما حال دون مغادرة العديد منهم البلاد. وفي عام 2007، أجري استفتاء على الرئاسة دون منافسة حقيقية من أحزاب المعارضة، ليفوز الأسد مجددا بنسبة 97% من الأصوات. كما شهد عامَا 2007 و2011 حجب موقع فيسبوك.وأفادت منظمات حقوقية بتعرض معارضي الأسد السياسيين بشكل ممنهج للتعذيب والاعتقال والإخفاء القسري والقتل خارج إطار القانون.
  • الربيع العربي: في أعقاب موجة الاحتجاجات التي اجتاحت تونس ومصر وليبيا، اندلعت المظاهرات في سوريا في 15 مارس/آذار 2011. طالب المحتجون بإصلاحات سياسية واستعادة الحقوق المدنية وإنهاء حالة الطوارئ السارية منذ عام 1963.
  • رغم تأكيد الأسد على حصانة سوريا من الانتفاضات التي عمت العالم العربي، فإن الاحتجاجات المناهضة للحكومة انتشرت في أنحاء البلاد. ورفع المتظاهرون شعارات ثورية  تطالب بـ”إسقاط نظام الفساد” والإفراج عن المعتقلين السياسيين.
    وبحسب منظمات حقوقية، سقط أكثر من 2000 قتيل خلال الأشهر الستة الأولى من الاحتجاجات، في ظل القمع العنيف الذي مارسته قوات الأمن ضد المتظاهرين السلميين.
  • سوريون يحتفلون في إسطنبول بسقوط بشار الأسد (غيتي)

الحرب في سوريا: أدت سياسة القمع العنيف التي انتهجها بشار الأسد ضد الاحتجاجات السلمية المطالبة بإسقاط نظامه، إلى تحولها تدريجيًّا إلى حرب بين فصائل معارضة من جهة ونظامه المدعوم من روسيا وإيران من جهة أخرى. الحرب التي شنها النظام أودت بحياة ما يُقدر بنحو 465000 شخص، وجعلت سوريا ساحةً لصراع إقليمي ودولي متشابك الأطراف.

التدخل الروسي عام 2015: دخلت روسيا على خط الصراع العسكري لدعم نظام الأسد؛ مما غيّر موازين القوى على الأرض بشكل كبير.

سقوط النظام عام 2024: في 8 ديسمبر/كانون الأول، أعلنت المعارضة السورية سيطرتها على دمشق، منهية بذلك حكم عائلة الأسد الذي استمر لعقود.

كيف تعامل الأسد مع الثورة؟

  • واجه الأسد الاحتجاجات السلمية بالقمع العنيف والاعتقالات.
  • رفض الحوار مع المعارضة واتهمها بتنفيذ أجندات خارجية.
  • استخدم القوة المفرطة ضد المدنيين، بما في ذلك البراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية.
  • اعتمد على دعم حلفائه، خاصة روسيا وإيران، للبقاء في السلطة.
غارة جوية شنتها قوات النظام السوري بالبراميل المتفجرة على مناطق سكنية في درعا (غيتي)

ما هي العقوبات الدولية التي فرضت على نظام الأسد؟

فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وجامعة الدول العربية عقوبات اقتصادية على النظام السوري.

شملت العقوبات تجميد أصول وحظر سفر لمسؤولين في النظام، بمن فيهم بشار الأسد وعائلته، كما فرضت قيودا على التعاملات المالية والتجارية مع سوريا.

كيف انتهى حكم بشار الأسد؟

في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أطلقت فصائل المعارضة السورية معركة “ردع العدوان”، وتمكنت المعارضة من السيطرة على مدن رئيسية مثل إدلب وحلب وحماة وحمص. وفي 8 ديسمبر/كانون الأول، أعلنت المعارضة سيطرتها على العاصمة دمشق، معلنة إسقاط حكم عائلة الأسد.

في اليوم التالي لإسقاط النظام، أعلنت وسائل إعلام روسية نقلا عن الكرملين أن الأسد وعائلته في روسيا.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان