“بشم ريحته”.. امرأة سورية تنام بسجن صيدنايا وتبحث عن شقيقها المفقود منذ 14 عاما (فيديو)

توجهت حياة التركي إلى سجن صيدنايا الذي بات يُعرف باسم “المسلخ البشري” بعد سقوط نظام بشار الأسد، وهي تدعو الله أن تجد شقيقها و5 أقارب آخرين محتجزين هناك على قيد الحياة.

لكن بعد 4 أيام من مسح أركان السجن كافة سيئ السمعة، لا تزال تبحث متلهفة عن أي أدلة بشأن مصيرهم في سجن معروف على نطاق واسع بالتعذيب وعمليات الإعدام.

وقالت حياة “لم أعد إلى البيت”، وأضافت أنها كانت تأمل في العثور على شقيقها أو خالها أو ابن عمها أو ابن عمتها، لكنهم اختفوا على ما يبدو مثل أقارب العشرات من السوريين الآخرين الذين يبحثون أيضا في السجن نفسه.

وعثرت حياة (27 عاما) على وثيقة بتاريخ الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2024 تتضمن أسماء أكثر من 7 آلاف سجين من فئات مختلفة.

وتساءلت حياة “طيب هادول وينهم؟ وين؟ مو لازم يكونوا موجودين بهذا السجن؟”، في إشارة إلى أن عدد من خرجوا أحرارًا على قيد الحياة أقل من ذلك بكثير.

وبعد سقوط نظام الأسد، استقبل أقارب العديد من المعتقلين ذويهم، وهم يبكون لأنهم كانوا يعتقدون أنهم أُعدموا منذ سنوات.

ويرسم “حبل مشنقة” يتدلى بحلقته الضيقة بسجن صيدنايا في أذهان الزائرين صورة لشكل الأيام العصيبة التي قضاها أقاربهم هناك.

وقالت حياة التركي قبل أن تدخل زنزانة أخرى للبحث بين المتعلقات “فتحت السجن كلياته.. يعني أنا بفوت ما بطول حتى 5 دقايق.. بختنق”.

وتساءلت وهي تفتش بين المتعلقات المتناثرة في إحدى الزنازين “هدول لأخي مثلا بشم ريحتهم فيه؟ ولا هاي؟ ولا هادا غطاه؟”.

وكانت جماعات لحقوق الإنسان قد أفادت بوقوع عمليات إعدام جماعية في سجون سوريا، وقالت الولايات المتحدة في 2017 إنها رصدت محرقة جثث جديدة في صيدنايا للسجناء الذين تم شنقهم، وجرى توثيق حالات تعذيب على نطاق واسع.

وفي وقت سابق الأربعاء، أكد قائد غرفة عمليات الفصائل السورية المسلحة أحمد الشرع، الملقب بـ(الجولاني) أنه لن يتم العفو عن المتورطين بـ”تعذيب المعتقلين” في السجون السورية، بعد إطلاق سراح الآلاف من السجون السيئة السمعة عقب سقوط نظام المخلوع بشار الأسد.

لكن لم يساعد هذا الإعلان بطمأنة حياة التركي في وقت تتلاشى فيه آمالها في العثور على شقيقها.

وقالت وهي تُظهر صورة على الهاتف لشقيقها المفقود منذ 14 عاما “ما بعرف كيف راح يطلع شكله.. لأني عم شوف الصورة للمساجين اللي عم يطلعوا هياكل عظمية”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان