شاهد: سوريون يتعرفون على ذويهم المعتقلين بصعوبة بسبب تغير ملامحهم من هول التعذيب
في مشهد مؤثر بأحد مستشفيات العاصمة دمشق، وثّقت الجزيرة مباشر لحظة تعرف أم على ابنها الذي كان معتقلا منذ عام 2019.
الشاب، الذي دخل إلى سجون النظام مراهقًا، خرج بعد سنوات وقد بدت عليه آثار تعذيب مروّع أفسدت ملامحه، حيث تظهر على جسده وأطرافه علامات الإيذاء بالصعق الكهربائي والتعذيب المستمر.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsالمقدسي وليد بركات حر بعد 43 عاما من التغييب القسري في سجون النظام السوري (فيديو)
اللحظات الأولى لدخول قوات إدارة العمليات العسكرية السورية مدينة دير الزور (فيديو)
“نحو 15 جثة يوميا”.. معتقل سوري سابق يروي أساليب التعذيب في سجون نظام الأسد (فيديو)
وبدا الذهول واضحًا على وجه الأم وهي تحاول التأكد من أن هذا الشاب هو ابنها. تفحصت أسنانه بعناية، وتعلقت به وهي تبكي فرحا بلقائه وأملا في إيجاد ابنها الآخر وشقيقها اللذين اعتقلا خلال حكم بشار الأسد دون معرفة مصيرهما.
أما ابنها هذا فقد كان بحالة مأساوية غير قادر على استيعاب ما يحدث من حوله، وهو ما يمثل صورة مؤلمة لمعاناة آلاف السوريين الذين قضوا سنوات في أقبية السجون، حيث تحوّلت أحلام المراهقة إلى جروح لا تندمل في ظل الاستبداد.
وفي غرفة أخرى من غرف المستشفى، كان صوت الأنين هو الشيء الوحيد الذي يدل على حياة رجل مسنّ فاقد للوعي، أطلق سراحه مؤخرًا من سجن صيدنايا، وكانت كل حركة أو لمسة على جسده الهزيل تسبب له ألما شديدا.
وبجوار سريره كانت تقف شقيقته تحاول التعرف عليه بمقارنة ملامحه بصورة قديمة له كانت تحتفظ بها، ورغم تأكدها من أنه شقيقها فإنها عانت في البداية بسبب التغير الكبير في هيئته، إذ فقد الكثير من وزنه وأغمض عينيه بلا قدرة على التفاعل.
وينحدر الرجل من دير الزور، وزُجّ به في سجن صيدنايا قبل سنوات بعد تقرير كيدي قُدّم ضده، ليقضي فترة اعتقال حوّلته إلى جسد منهك بلا وعي، يشهد على بشاعة الانتهاكات التي عاناها آلاف المعتقلين في سجون النظام.