فرحة لم تكتمل.. عائلة أردنية تكتشف أن محررا من سجون الأسد ليس ابنها

السجين المحرر (منصات التواصل)

فرحت عائلة البطاينة الأردنية بعودة نجلها من سجون نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد رغم فقدانه الذاكرة بسبب ما تعرض له من تعذيب، إلا أن الفرحة لم تكتمل إذ اتضح أن الشخص المذكور ليس ابنها بعد إجراء فحوص الحمض النووي (DNA).

وكانت قصة هذا الشخص قد انتشرت في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بعد الساعات الأولى من اقتحام قوات المعارضة السورية لسجن صيدنايا قرب العاصمة دمشق.

وتداول ناشطون سوريون مقطعا مصورا لشخص يجلس في ساحة المجلس الأموي في حالة يرثى لها.

وبحسب ما قال المحيطون به إنه أردني فاقد للذاكرة ومعتقل منذ 40 عاما، ولا يذكر من حياته التي دمرتها أساليب التعذيب لنظام الأسد إلا كلمة إربد وهي محافظة بشمال المملكة، وجمال عبد الناصر رئيس مصر الأسبق.

ودفعت تلك المعلومات الكثيرين إلى تخمين أنه مواطن اختفى في سوريا عام 1986 من عائلة البطاينة، وهو ما أكدته وزارة الخارجية الأردنية في تصريحاتها عندما قالت على لسان متحدثها سفيان القضاة إن المواطن هو أسامة بشير حسن البطاينة، من مواليد محافظة إربد 1968.

ونقلت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) أمس الثلاثاء عن القضاة قوله “بعد أن ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بقصة السجين أسامة البطاينة، تواصلنا بالأمس مع والده وأخذنا كل المعلومات اللازمة، وبحمد الله وصل السجين البطاينة إلى مركز حدود جابر وتم تسليمه إلى والده قبل قليل من قبل نشامى الأمن العام”.

وذكرت وسائل إعلام أردنية أن أسامة غادر الأردن بعد إنهائه الثانوية العامة، متوجها إلى سوريا للبحث عن جامعة للدراسة، وقد انقطعت أخباره عن ذويه منذ ذلك اليوم.

شخص مختلف

وبعد أن ذرفت عائلة البطاينة دموع الحنين والاشتياق ولوعة العناق، أظهرت الفحوص الطبية عكس ذلك، وأضاع جبروت نظام بشار الأسد وقسوة تعذيبه أمل العائلة بعيش ما بقي من أيام العمر بصحبة ابنهم المفرج عنه من سجون الذل والقهر.

ونشر وزير العمل الأردني الأسبق نضال البطاينة اليوم الأربعاء على حسابه في فيسبوك، أن الشخص المذكور ليس أسامة بشير البطاينة.

وقال: نتيجة مطابقة الـ”DNA” للشخص الذي تم تداول مقاطع فيديو له -بعد تحريره من سجن صيدنايا بدمشق- على أنه ابننا أسامة بشير البطاينة، مع العينات التي تم أخذها من السيد بشير البطاينة وعدد من أفراد أسرته، قد أظهرت عدم التطابق، وعليه فإن الشخص ليس أسامة البطاينة قطعا.

سيظل يحظى بالرعاية

وفي منشور آخر قال نضال البطاينة: الشخص وبالتنسيق مع الجهات الرسمية وحتى تسليمه لعائلته الحقيقية سوف يظل يحظى بالرعاية الصحية وسنعتبره جزءًا من عائلة وعشيرة أسامة، ولن يتم تسليم الشخص لأي عائلة قبل إجراءات مطابقة الجينات الوراثية بالتنسيق مع جهاز الأمن العام.

تلك المعلومة ضيعت فرحة عاشها والد المفقود المقصود، ليعاود العيش على أمل اللقاء بابنه أسامة الذي ما زال يكتنفه مصير مجهول كغيره من آلاف المعتقلين في سجون نظام الأسد.

ويبقى الشخص المفرج عنه كغيره من الذين تم تحريرهم من سجون نظام الأسد شاهدًا حيًّا على حجم وحشية النظام المخلوع، الذي لم يفرق بين جنسيات المعتقلين وأعمارهم، بل كان كل هدفه التعذيب والتنكيل بغية الحفاظ على كرسي أطاح به التوق إلى الحرية.

وكشفت المنظمة العربية لحقوق الإنسان عن أسماء 236 معتقلا أردنيا في السجون السورية، معظمهم في سجن صيدنايا، كانوا في السابق ضمن قائمة المفقودين.

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر

إعلان