“اغتصبوا امرأة وقتلوها أمامي”.. السوري بلال الشيخ يكشف أهوال 14 عاما في سجون الأسد (فيديو)

في شهادة مليئة بالألم والمعاناة، روى المعتقل السوري المحرَّر بلال الشيخ تفاصيل عن التعذيب والتنكيل الذي تعرَّض له طوال فترة اعتقاله التي دامت نحو 14 عاما في سجون النظام السوري.

وقال بلال، الشاب الذي ينحدر من مدينة كفر نبودة بريف حماة الشمالي، للجزيرة مباشر إنه قضى شطرا كبيرا من سنوات شبابه في أقبية سجون مختلفة، أبرزها سجن صيدنايا، حيث عانى أفظع أساليب التعذيب منذ اعتقاله في عام 2011 عندما كان في التاسعة عشرة من عمره، وحتى نيله حريته عام 2024.

وقال المعتقل الذي أُطلق سراحه من داخل مخيمات كفر لوسين بريف إدلب “الله رجع أحياني من بين الجثث، شالوني بعد أن ظنوا أنني ميت، لأنهم لم يستفيدوا مني في التحقيق”.

وأضاف “تمنيت الموت وما حد يسعفني، لا يمكنني أن أصف ما عشته من التعذيب الجسدي إلى التنكيل النفسي، كان الوضع لا يطاق”.

وتابع قائلا “عندما نقلوني إلى المستشفى العسكري، اعتقدوا أنني ميت، لكنهم اكتشفوا أنني ما زلت على قيد الحياة، أحد الضباط قال: خلوه يموت، أعطوه إبرة أسيد، لكنْ ضابط آخر رد عليه: لا، نحتاجه ليعترف، أصبح لدينا جثث كثيرة ولا أحد منهم كان قد تكلم مثلما نريد”.

وأوضح بلال أن الجروح التي خلّفها التعذيب ما زالت ظاهرة على جسده حتى اليوم، مشيرا إلى آثار التعذيب التي كانت واضحة على رقبته منذ 13 عاما، كما تعرَّض لإطلاق نار في ساقه عام 2016 دون أي سبب، حيث كان المحققون يتعاملون معه كما لو كان جثة، على حد قوله.

رجل يحمل حبل إعدام من سجن صيدنايا

وقال بلال إنه سُلّم إلى الأمن العسكري، وفور دخوله غرفة الاحتجاز هناك وجد أمامه مشهدا مروعا، حيث قال إنهم كانوا يقتلون النساء والشباب أمام عينيه وكلهم عراة، ومن بينهم نساء يُعذبن أمام أزواجهن أو إخوتهن.

وأضاف أن الضباط كانوا يتساءلون عنه قائلين “ماذا نفعل بهذا الآن؟”، حيث كان يعاني انزلاقا في الفقرات، ولم يكن يقدر على تحريك جسده أو يديه، لكن بعدها أمروا بكتابة تقرير بأقواله وأخذوه إلى الزنزانة.

وأشار بلال إلى أنه عندما دخل الزنزانة وجد 5 جثث لم تُنقل، وكان السجناء يخشون أن يطلبوا من السجّان إخراج الجثث بسبب الرائحة الكريهة، لأنهم كانوا يعرفون أن أي نداء لهم سيؤدي إلى دخول نحو 50 جنديا بالعصي لضربهم حتى يفقدوا الوعي، وفي اليوم التالي عندما يفيقون يجدون أحدهم ميتا، على حد قوله.

وتابع قائلا “كنت خائفا وجلست في الزاوية دون أن أجرؤ على الكلام، مر شهر ونصف إلى شهرين ونحن في نفس الحالة، يدخلون علينا ويقتلوننا بعشوائية ويضربوننا ثم يغادرون. بعد فترة نادوا أسماءنا، وقالوا إننا سنُحوَّل إلى القضاء العسكري، وأخذوا بعضنا إلى سجن صيدنايا، وحتى الآن لا أعرف ما إذا كان الأشخاص الذين أعرفهم هناك على قيد الحياة أم متوفين”.

اغتصاب النساء وقتلهن

وتحدَّث بلال الشيخ عن حادثة اغتصاب مؤلمة شهدها، مستذكرا “في إحدى المرات، قام الجنود باغتصاب امرأة اسمها هبة مسعود أمام عيني، وبعدما انتهوا من فعلتهم، قاموا بقتلها خنقا، ربطوا حبلا حول رقبتها وخنقوها حتى الموت، ثم ألقوا بجثتها داخل كيس وهي عارية، وكل ذلك حدث أمامنا ونحن نتعرض للضرب في غرفة التعذيب”.

وأضاف أنه خلال مشاهدتهم لحالات الاغتصاب كانوا يتعرضون لانتهاكات قاسية لا ترحم، موضحا “كانوا يعلقون أيدينا للخلف ويرفعوننا بالرافعة، مثل الرافعات التي تُستخدم للسيارات، رفعونا عن الأرض وتركونا معلقين من أيدينا لسبعة أيام متواصلة، وعندما أنزلونا أخيرا، لم نكن نستطيع تحريك أيدينا، لأن أكتافنا كانت قد خُلعت. الوضع كان يفوق قدرة أي إنسان على التحمل”.

سجون الأسد كانت مراكز للتعذيب والقتل
سجون الأسد كانت مراكز للتعذيب والقتل (رويترز)

الحبس الانفرادي

وعن السنوات الأربع التي قضاها داخل الحبس الانفرادي بسجن السويداء المركزي، قال بلال “الزنزانة الانفرادية كانت بحجم متر بمتر، وفي وسطها جورة حمام (مرحاض صغير)، كان هذا المكان الذي أتناول فيه الطعام وأشرب، وكان هناك فتحة حديدية في الباب يرمون من خلالها قطعة خبز لتجنب الموت جوعا. رغم أن هذا السجن يُعتبر مدنيا، إلا أن التعذيب لم يتوقف أبدا”.

وأضاف “ظللت من عام 2014 حتى 2018 في زنزانة انفرادية، والله العظيم لم أكن أعرف الليل من النهار، حيث لم يكن هناك نافذة ولا ضوء، فقط ثلاثة ثقوب صغيرة في السقف، إذا كنت مريضا أو متعبا وطلبت المساعدة من السجان، كانوا يصرخون في وجهي قائلين: افطس وفي ستين جهنم، وكانوا يقولون لي: لو أنك لست إرهابيا وخطيرا لما كان وزير الداخلية أصدر عليك عقوبة أربع سنوات في الانفرادية”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان