آخرهم بشار الأسد.. كيف عاش الحكام الهاربون في المنفى؟

أحدهم فر بزوجاته الأربع وعشيقاته الثلاثين

الأسد فر من دمشق بعد أن تخلى عنه حلفاؤه
فر الأسد من سوريا في ساعة مبكرة من صباح 8 ديسمبر/كانون الأول إلى روسيا (رويترز)

انضم الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد إلى سلسلة من الحكام العرب الذين أطاح بهم الربيع العربي في عام 2011، الذي أنهى حكم نظرائه من قبل في مصر وليبيا وتونس واليمن.

فر الأسد من سوريا في ساعة مبكرة من صباح الأحد، 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري، إلى روسيا، حيث منحه الرئيس فلاديمير بوتن حق اللجوء الإنساني، لينضم إلى قائمة الرؤساء الذين فروا بعد ثورات شعبية أو انقلابات عسكرية في بلدانهم.

ونشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرًا يتناول تفاصيل حياة مجموعة من الحكام “المستبدين” الذين عاشوا في المنفى، وفيما يلي أبرز الأسماء التي وردت في التقرير:

زين العابدين بن علي (تونس)

في يناير/كانون الثاني 2011، فر الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي إلى السعودية مع عائلته، بعد شهر من اندلاع احتجاجات الربيع العربي.

وفر أفراد أسرته، الذين ملأوا حقائبهم بالدولارات وسبائك الذهب، إلى فرنسا وإيطاليا في طائرات خاصة و”يخوت”، بحسب الصحيفة.

وقد حُكم على بن علي غيابيًا بالسجن لمدة 35 عامًا بتهمة قضايا فساد، وفي بيان صدر عام 2016، اعترف بأن نظامه ارتكب “أخطاء وتجاوزات وانتهاكات”، وتوفي بن علي في سبتمبر/أيلول 2019.

الثورة الشعبية التونسية أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي (غيتي)

عيدي أمين (أوغندا)

فر الرئيس الأوغندي، عيدي أمين، بعد الإطاحة به عام 1979، إلى ليبيا (مع زوجاته الأربع، والعديد من عشيقاته الثلاثين ونحو 20 من أبنائه).

انتقل أمين بعدها من ليبيا إلى إحدى الدول العربية، حيث عاش حياة عادية حتى وفاته عام 2003، دون أي ندم على أكثر من 200 ألف أوغندي تعرضوا للتعذيب حتى الموت أو أعدموا خلال عهده.

حسين حبري (تشاد)

تولى حسين حبري السلطة عقب انقلاب عام 1982، ليقود نظامًا استبداديًا ارتكب انتهاكات واسعة شملت التعذيب والقتل السياسي، كما أشرف على إدارة شبكة سجون لقي فيها نحو 40 ألف شخص حتفهم، وواجه اتهامات بالاغتصاب وإجبار النساء على العبودية الجنسية لصالح قواته.

أُطيح بحبري عام 1990، وغادر تشاد ومعه 11 مليون دولار، وأدين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية عام 2016 بعد محاكمة تاريخية، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة، وتوفي بعد إصابته بكوفيد-19 في عام 2021.

وكان الرئيس التشادي الأسبق يتمتع بحياة فخمة لعقود من الزمن في منفاه بالسنغال التي فر إليها، وتزوج زوجة ثانية واحتفظ بـ”فيلتين” لعائلتيه.

الرئيس التشادي الأسبق حسين حبري
الرئيس التشادي الأسبق حسين حبري (الجزيرة – أرشيف)

جان كلود دوفالييه (هايتي)

فر الدكتاتور الهايتي جان كلود دوفالييه عام 1986، بعد 15 عامًا في السلطة اتسمت بالنهب والتعذيب والقتل على نطاق واسع، حيث لجأ إلى فرنسا حاملًا شاحنات محملة بالأمتعة، وملايين الدولارات في البنوك السويسرية.

استقر في قصر خارج باريس و”فيلا” على الريفييرا الفرنسية، وبعد طلاقه من زوجته في أوائل التسعينيات، تغير منفاه، وبحلول عام 1994، تحولت حياته، وانتهى به الأمر إلى العيش في شقة من غرفتي نوم، بتمويل من مؤيدين مخلصين له.

عاد دوفالييه إلى هايتي في عام 2011، قبل 3 سنوات من وفاته، وتم القبض عليه بتهمة الاختلاس وجرائم أخرى، لكنه استمر في العيش في أحد الفنادق الفاخرة في البلاد.

سينغمان ري (كوريا الجنوبية)

سينغمان ري، أول رئيس لكوريا الجنوبية، تولّى السلطة بدعم من الحكومة الأمريكية، وخلال فترة رئاسته بين عامي 1948 و1960، قام بإقصاء المعارضين من الجمعية الوطنية وأشرف على قمع دموي، أبرز مظاهره ما حدث في جزيرة جيجو، حيث يُعتقد أن أكثر من 30 ألف شخص قُتلوا خلال تمرد استمر لسنوات.

وعندما أدت الاحتجاجات في عام 1960 إلى نهاية حكمه، لجأ سينغمان إلى جزيرة هاواي الأمريكية، وعاش في كوخ صغير يطل على المحيط الهادئ في مقاطعة أواهو، حتى تُوفي في المنفى عام 1965.

فرديناند ماركوس (الفلبين)

أقنعت الولايات المتحدة فرديناند ماركوس بمغادرة الفلبين، وتجنب حملة قمع وحشية ضد المتظاهرين الذين احتجوا على انتخابات مزورة في عام 1986، مما سمح بالانتقال السلمي إلى الحكم الديمقراطي.

وكانت مكافأته من جانب الولايات المتحدة، حياة مترفة في جزر هاواي، حيث أبهرت حفلات زوجته إيميلدا الفخمة السكان المحليين، وكان يمتلك سيارة “ليموزين” مدرعة، وتضمنت خزانة ملابس إيميلدا ماركوس الواسعة آلاف الأزواج من الأحذية والفساتين وحقائب اليد والفراء.

وعانى ماركوس من اعتلال صحته وتوفي في المنفى عام 1989، وانتخب ابنه فرديناند ماركوس رئيسًا للفلبين في عام 2022.

الشيخة حسينة (بنغلاديش)

ناريندرا مودي اثناء لقاء مع حليفته الشيخة حسينة في نيودلهي
رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أثناء لقاء مع حليفته الشيخة حسينة التي فرت إلى الهند بعد الحراك الشعبي ضدها (غيتي)

فرت رئيسة وزراء بنغلاديش الشيخة حسينة إلى الهند بعد احتجاجات عنيفة مناهضة للحكومة، صيف 2024 خلفت مئات القتلى، حيث بدأت الاحتجاجات برفض الطلاب لنظام الحصص في الوظائف الحكومية، وتحولت إلى رفض واسع النطاق لنظام حسينة الاستبدادي.

وتعيش حسينة في منطقة شديدة الحراسة في العاصمة الهندية دلهي في منزل صغير، وسط مطالب من النظام الحاكم في بنغلاديش بتسليمها.

المصدر : الجزيرة مباشر + واشنطن بوست

إعلان