تقرير: لماذا يستهدف جيش الاحتلال الطواقم الطبية والعلماء في شمال غزة بشكل ممنهج؟
آخرهم طبيب العظام الوحيد في شمال القطاع المحاصَر
اتهم المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، جيش الاحتلال الإسرائيلي باستهداف الطواقم الطبية بشكل متعمد شمال قطاع غزة، في إطار سياسة تهدف إلى تدمير النظام الصحي وحرمان الفلسطينيين من الرعاية الطبية المنقذة للحياة، واصفًا ذلك بجريمة إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في القطاع.
ووثّق المرصد حادثة استهداف الدكتور سعيد جودة، وهو طبيب العظام الوحيد شمال القطاع، أثناء توجهه من مستشفى كمال عدوان إلى مستشفى العودة لعلاج بعض الحالات، وأفاد المرصد أن طائرة إسرائيلية مسيّرة أطلقت النار عليه، مما أدى إلى استشهاده بعد إصابته في رأسه، مؤكدًا أن الاستهداف كان متعمدًا.
اقرأ أيضا
list of 1 itemوأشار المرصد الحقوقي إلى استهداف طائرة مسيّرة أخرى للمسعف علي القرعة قرب مستشفى كمال عدوان، في حادثة أخرى تؤكد النمط المنهجي لاستهداف الطواقم الطبية، كما ذكر أن المستشفى ذاته تعرض للقصف أكثر من 20 مرة خلال الأيام العشرة الماضية، ما أسفر عن إصابات بين الطواقم الطبية والمرضى.
سياسة قتل الكفاءات
وأكد المرصد أن الاحتلال الإسرائيلي يعتمد سياسة قتل الكفاءات الفلسطينية واغتيالها، مشيرًا إلى استشهاد 1057 شخصًا من الطواقم الطبية منذ بداية العدوان في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بالإضافة إلى 135 عالمًا وأكاديميًا، كان آخرهم البروفيسور عبد السلام أبو زايدة، الذي استشهد مع 6 آخرين في غارة على مدينة غزة، كما شملت الاستهدافات 193 صحفيًا وعددًا من المختصين في تكنولوجيا المعلومات والبرمجة.
وشدّد المرصد على أن هذه الاستهدافات تؤدي إلى تقويض التطور العلمي والاقتصادي للمجتمع الفلسطيني، وخلق حالة من الذعر بين الكفاءات والنخب، مما يعطل إمكانيات التعافي السريع من آثار الدمار الواسع النطاق.
وجدد المرصد الأورومتوسطي دعوته إلى الأمم المتحدة والدول كافة للتدخل العاجل لوقف جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وفرض حظر شامل على توريد الأسلحة إلى إسرائيل، وطالب بمحاسبة الاحتلال على جرائمه، وحماية الطواقم الطبية والمنشآت الصحية، وإدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق لتلبية احتياجات السكان، وضمان انسحاب الاحتلال من القطاع بالكامل.