“رأيت جثته وهكذا بدت”.. عائلة مازن حمادة تكشف عن فاجعة قبل أيام من سقوط بشار (فيديو)

الثائر الذي قُتل مرتين في سجون الأسد

شيّعت عائلة الناشط السوري مازن حمادة جثمانه في العاصمة دمشق، وسط حضور شعبي كبير وهتافات تندد بجرائم نظام بشار الأسد ضد المعتقلين.

وانطلق موكب التشييع من مشفى المجتهد إلى محطة الحجاز، حيث رفع المشيعون صور شهدائهم وأعلام الثورة السورية، تعبيرًا عن رفضهم للظلم وإصرارهم على المحاسبة.

مازن حمادة، الذي اشتهر بتوثيق الانتهاكات داخل السجون السورية، قضى حياته في كشف فظائع التعذيب، ليصبح أيقونة للنضال ضد النظام، اليوم، يُضاف رحيله إلى سجل المآسي التي عايشتها آلاف العائلات السورية، بينما تستمر المطالبات بمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم ووضع حد للمعاناة المستمرة في المعتقلات.

“كل الطرق مقطوعة”

في لقاء مع الجزيرة مباشر، قال فوزي حمادة شقيق المعتقل الراحل مازن، قال إن مازن عندما عاد قبل 4 سنوات تم اعتقاله بمطار دمشق الدولي وأخذه فرع المخابرات الجوية، وتابع “حاولنا خلال الفترة الماضية نستدل أو نصل إليه بأي طريق كانت، فكانت كل الطرق، مقطوعة”.

وأضاف “اللي طمّنا أنه هو ما زال على قيد الحياة، عندما خرج شاب من إدلب ومسجل فيديو، وقال إنه التقى بمازن، وأن النظام عذّبه تعذيبا شديدا، كان بده يخرج على التلفزيون السوري من أجل ينفي كل ما أدلى به من شهادات أمام المنظمات الدولية، وأمام جمعيات حقوق الإنسان هي كاذبة”.

“تعذيب فوق الوحشي”

قال فوزي “كنا نأمل أنه على قيد الحياة، لكن وصلتنا صور أنه في مشرحة حرستا، ثم نقله إلى مشفى المجتهد، ورأيت الجثة، وتأكدت أنه مازن، فسألت الطبيب الشرعي عن سبب الوفاة، فقال إن الوفاة قريبة، يعني لا تتجاوز أسبوع، وأنه تعرض لحادث تعذيب شديد جدًا، ومكسرين له كل أعضاء جسمه، وتم قتله بطريقه فوق الوحشية”.

مؤكدًا أن “هؤلاء (يقصد معذّبيه) لا ينتمون إلى الجنس البشري نهائيًا، هؤلاء المجرمين اللي الشعب السوري اكتوى منهم على مدى أكثر من 50 عاما، وأنا عندي تجربة، لأنني معتقل سابق، وأعرف طرق تعذيبهم”.

مازن حمادة.. الثائر الذي مات مرتين في سجون الأسد.
مازن حمادة.. الثائر الذي مات مرتين في سجون الأسد (الجزيرة – أرشيف)

“عريس الثورة”

شقيقة مازن، التي اعتبرته “عريسًا”، أكدت للجزيرة مباشر، أن العائلة لم تكن تعلم أن مازن ما زال يقبع في سجون النظام منذ اعتقاله عام 2020 بعد عودته من هولندا، وأشارت إلى أن مازن ضحّى بحياته، وعاد إلى سوريا لحماية أسرته من التهديدات التي تعرضت لها بسبب نشاطه الحقوقي والسياسي.

وطالبت شقيقته، بمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، مؤكدة أن مازن كان صوتًا للحرية وأن التضحية التي قدمها ستبقى رمزًا للأجيال القادمة.

“اقتلعوا إحدى عينيه”

كما تحدّث ابن أخ مازن حمادة عن الجروح التي كانت واضحة على جثمانه، مشيرًا إلى آثار التعذيب الوحشي واقتلاع إحدى عينيه، ما يعكس الفظائع التي تعرض لها قبل أن يتخلص النظام منه قبل أسبوع فقط من سقوطه.

في حين لم تتمالك ابنة أخيه دموعها عند الحديث عنه، معبرة عن حزنها لأنه لم يعش اللحظة التي طالما حلم بها، لحظة سقوط نظام الأسد.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان