أسرة طبيب العظام الوحيد في شمال غزة تكشف سر رفضه النزوح حتى استشهاده (فيديو)

قالت أسرة الطبيب الفلسطيني سعيد جودة، الذي استشهد، الخميس، شمال قطاع غزة، إنه استهدف قبل ذلك أكثر من مرة من جانب الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة أن الاحتلال يسعى إلى القضاء على المنظومة الصحية في شمال القطاع.

وأوضح نجله الأكبر محمد للجزيرة مباشر، أن والده عاد للعمل بمهنته رغم تقاعده قبل 3 سنوات، حيث كان هو الطبيب الوحيد المتخصص في طب العظام الذي رفض النزوح من شمال قطاع غزة لجنوبه، كما فقد نجله الأصغر قبل استشهاده بأسبوع.

واستشهد الطبيب سعيد جودة، الخميس، برصاص طائرة “كوادكابتر” إسرائيلية، أثناء ذهابه إلى عمله لإنقاذ الجرحى في مستشفى العودة شمال القطاع، وذلك بعد أسبوعين لنجاته من محاولة سابقة.

ليست المحاولة الأولى

وقال نجله محمد للجزيرة مباشر إن والده كان محبوبا لدى الجميع، وآثر البقاء في شمال القطاع، والعودة للعمل طبيبًا رغم تقاعده قبل سنوات، وذلك من أجل المساهمة في إنقاذ الجرحى، والحيلولة دون تحويل حياة سكان الشمال إلى جحيم لا يطاق.

وأوضح محمد أن الاحتلال اغتال والده بشكل متعمد ومع سبق إصرار وترصد، بهدف إنهاء الحالة الطبية في شمال القطاع، مبينًا أن اغتياله حرم المصابين الذين يحتاجون بشكل أساس لتخصصه من تلقي العلاج.

عاجل | مراسل الجزيرة مباشر: استشهاد الدكتور سعيد جودة جراء إطلاق قوات الاحتلال النار عليه أثناء ذهابه إلى مستشفى العودة شمالي قطاع غزة pic.twitter.com/UtHDJ4dzCF

— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) December 12, 2024

وأشار إلى أن والده كان لديه إصرار على البقاء في شمال القطاع من باب الواجب الوطني والإنساني، وأن الاحتلال الإسرائيلي اغتاله بشكل متعمد، وخصوصا أن عملية الاغتيال لم تكن المحاولة الأولى، كما أنه كان يرتدي ملابسه الطبية المتعارف عليها عالميًا لحظة اغتياله.

طاقة جبارة في العمل

وقال ماهر جودة، شقيق الطبيب الشهيد، إن شقيقه سعيد كان يعمل بطاقة جبارة، وأصر على البقاء في شمال القطاع لتقديم الخدمات الطبية للسكان، رغم زيادة الأوضاع صعوبة خلال الشهور الأخيرة.

وأوضح ماهر، للجزيرة مباشر، أن الدكتور سعيد “بات يعتبر مغادرته لشمال القطاع خيانة، وخصوصا وأنه الطبيب الوحيد المتخصص في العظام، وأن جميع الإصابات تؤول إلى تخصصه ويتوجب تواجده لعلاج المصابين”.

وأضاف “بالرغم من القحط والأوضاع الصعبة في شمال غزة؛ فإن شقيقي لم يتذمر يومًا وكان خير داعم لنا في الصبر على أهوال الحرب، وكان يعتبر عمله الأهم من أي شيء آخر، وما تبقى من أمور هي مسائل ثانوية”.