تقرير: روسيا تقترب من اتفاق مع قادة دمشق الجدد للاحتفاظ بقواعدها العسكرية في سوريا
هدف أساسي للكرملين
تقترب روسيا من التوصل إلى اتفاق مع القيادة الجديدة في سوريا، يتيح لها الاحتفاظ بقاعدتين عسكريتين رئيسيتين في البلاد، وهو هدف أساس للـ”كرملين” بعد سقوط حليفه بشار الأسد.
وكشفت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية، نقلا عن مصادر مطلعة في موسكو، أن ثمة محادثات تجري لضمان بقاء القوات الروسية في ميناء طرطوس البحري وقاعدة حميميم الجوية.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsوزير العدل السوري يكشف للجزيرة مباشر تفاصيل ملاحقة مسؤولي نظام الأسد (فيديو)
الأمن العام باللاذقية: حررنا مختطفينا من قبضة مليشيات الأسد وقتلنا عددا من الخاطفين
معقل أنصار الأسد.. حملة بريف اللاذقية لإلقاء القبض على عناصر النظام السابق (فيديو)
وأكدت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن وزارة الدفاع الروسية تعتقد أنها توصلت إلى تفاهم غير رسمي مع “هيئة تحرير الشام” التي قادت الهجوم للإطاحة بالأسد، للسماح ببقاء القوات الروسية في تلك القاعدتين.
ضمانات سلامة
وذكرت وسائل إعلام روسية رسمية، أن موسكو أقامت اتصالات مع هيئة تحرير الشام في دمشق، وتعوّل على التزام المجموعة بوعودها لضمان سلامة الدبلوماسيين الأجانب.
ونقل نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أن روسيا تخطط للاحتفاظ بقواعدها في سوريا “لأن المعركة ضد تنظيم الدولة لم تنتهِ بعد، وهذا يتطلب جهودًا جماعية، ومن هذا المنطلق، فإن وجودنا العسكري يلعب دورًا مهمًا”، وأضاف “القواعد ستظل على الأراضي السورية، ولم تُتخذ أي قرارات أخرى”.
وأشارت مصادر غربية إلى أن المجتمع الدولي يبدي اهتمامًا غير رسمي بالإبقاء على الوضع الراهن بالنسبة للقواعد الروسية، وأوضحت تلك المصادر أن هيئة تحرير الشام أبلغت روسيا بعدم رغبتها في الدخول في مواجهات، حيث لا يوجد منافسون واضحون لسيطرتها في البلاد.
أهمية القواعد الروسية
وتعد القاعدة البحرية الروسية في طرطوس، المركز الوحيد لروسيا على البحر المتوسط، وتستخدم القاعدة الجوية في حميميم لدعم العمليات الأمنية الروسية في إفريقيا، مما يتيح لموسكو تعزيز نفوذها السياسي والاقتصادي واستعادة بعض تأثيرها الذي كان موجودًا في حقبة الحرب الباردة.
وبعد انهيار نظام الأسد، أصبحت عقود الإيجار التي أبرمتها روسيا في عام 2017 لمدة 49 عامًا للقواعد العسكرية، عديمة القيمة، وكانت روسيا قد دعمت الأسد عسكريًا في عام 2015 لاستعادة السيطرة على أراضيه، لكنها أقنعته مؤخرًا بأنه خسر الحرب، وتم نقل الأسد وعائلته إلى المنفى في روسيا.
وأسدل سقوط رئيس النظام الستار على 53 عامًا من حكم عائلة الأسد، وهو تطور أدى إلى تغييرات جذرية في التوازن العسكري والسياسي في سوريا.