“رأسي هدفا للتصويب”.. شهادات مروعة من الخليل بعد توثيق إسرائيلي لانتهاكات الاحتلال (فيديو)

تصعيد مستمر في الضفة المحتلة

نشرت منظمة “بتسيلم” الحقوقية الإسرائيلية، تقريرًا وثقت فيه جانبًا من الانتهاكات التي تعرض لها المواطنون الفلسطينيون من قبل قوات الاحتلال، بالخليل في الضفة الغربية المحتلة.

وفي لقاءات للجزيرة مباشر مع بعض من شملهم التقرير، كشفوا عن حجم ما تعرضوا له من انتهاكات.

إهانة وتنكيل

ياسر أبو مرخية، مواطن فلسطيني تجاوز عمره الخمسين عاما، ويعيش في منطقة تل رميدة وسط الخليل، تحدث للجزيرة مباشر عن تعرضه للتنكيل والضرب المبرح، بعدما جرى توقيفه وضربه بوحشية من قبل الجنود الإسرائيليين.

قال أبو مرخية “عند نقطة عسكرية ملاصقة لمنزلي، استدعاني جنود الاحتلال وصادروا هويتي وهاتفي، وأخبروني أنني موقوف بسبب نشاطي في المنطقة وافتعالي مشاكل على حد زعمهم، ثم قيدوا يدي واستدعوا 4 جنود آخرين، ليعيدوا تقييدي مجددًا بوضع يدي خلف ظهري، وعصبوا عيني”.

“تربة المسلمين”

وأضاف “تعرضت بعدها لاعتداء وحشي استمر حوالي 10 دقائق عند ذات الحاجز، وسُحبت زحفا إلى معسكر قريب، حيث استمر التنكيل بي بركل جسدي وسكب المياه القذرة عليّ وبسبب حرارة الطقس ومع هذه المياه تجمع الذباب على جسدي”.

وتابع “بعد الضرب، ألقاني الجنود في منطقة مجهولة وأخبروني أنني أستطيع العودة إلى منزلي وكنت معصوب العينين، وعندما حاولت إزالة العصابة باستخدام شجرة قريبة، اكتشفت أنني في منطقة (تربة المسلمين) وهي مطلة على تجمع مستوطنات، حيث يمكن إطلاق النار على أي شخص يقترب منها دون أن يعلم بالموقع”.

وأوضح أن هذه الاعتداءات تسببت له بإصابات جسدية خطرة، منها قطع في أوتار قدميه وتضرر في عينيه تطلب عمليات جراحية معقدة.

سحل وتعليق على الحائط

أوضح وسام عادل، أحد سكان تل رميدة، للجزيرة مباشر أنه تعرض لهجوم أثناء زيارة لأحد جيرانه في شارع الشهداء، حيث اعتدى عليه الجنود الإسرائيليون بالضرب المبرح، مستخدمين قنابل الصوت، مع “اعتداء جسدي مركز على الرأس والأماكن الحساسة، وانتهى الهجوم بسحلي وتعليقي على الحائط، مما أدى إلى نزيف في رأسي وترك أثرًا كبيرًا على صحتي النفسية”.

“رأسي هدفًا للتصويب بالكرة”

روى أمير جابر (20 عاما)، من سكان حي جابر في وسط مدينة الخليل، كيف تعرض للاعتقال أثناء زيارته لمنزل أحد أقاربه، ونتيجة للضرب العنيف الذي تعرض له، أصبح يعاني من آلام مستمرة في الركبة، وأضرار في أعصاب العمود الفقري، بالإضافة إلى آلام في الرأس والكتفين.

ومن جانبه قال قتيبة أبو رميلة، من حارة السلايمة وسط مدينة الخليل، احتجزه جنود الاحتلال مع شقيقه، بعدما أجبروهما على الخروج من منزلهما واعتديا عليهما بالإهانة والضرب.

وأضاف “بعد فترة احتجاز، عاد الجيران لمنازلهم، لكننا، أنا وأخي، بقينا محتجزين، وقام 5 جنود بتقييدنا وإجبارنا على المشي تحت التنكيل والضرب، ووضعوا دلوًا أسود على رأسي للعب كرة قدم، حيث كان رأسي هدفهم. شعرت بالاختناق وأزحت الدلو، فزادوا في اعتدائهم بوضع الدلو على رأس أخي وضربه بنفس الطريقة”.

تقرير منظمة “بتسيلم”

وكانت منظمة “بتسيلم” (مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة)، قد أصدرت تقريرًا بعنوان “بلا رسن، تنكيل الجنود بالسكان الفلسطينيين في وسط مدينة الخليل”.

وأكد التقرير أن حجم العنف الذي كشفت عنه إفادات الفلسطينيين المتضررين من حالات التنكيل، الذي تم ممارسته بشكل علنيّ وتصويره في بعض الحالات “يدلّ على أنّ الحديث لا يجري عن مجرّد شهوة انتقام شخصّي من قبل جنود أو عن إخفاق منظوميّ، وإنما هو بالتحديد سياسة ممنهجّة وطويلة الأمد من القمع، التهجير والنهب تكمن في صميم نظام الأبارتهايد الإسرائيلي”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان