عائلة غياث مطر تكشف تفاصيل صادمة بشأن سرقة أعضاء ابنها في سجون نظام الأسد (فيديو)

أكد والد الناشط السوري غياث مطر للجزيرة مباشر أن ابنه تعرض لعملية سرقة أعضاء بعد مقتله في مطلع الثورة السورية عام 2011، في واحدة من الجرائم الوحشية التي ارتكبها نظام بشار الأسد بحق المعتقلين طوال عقود.

وأوضحت عائلة غياث، الذي أصيب برصاصة متفجرة في البطن في سبتمبر/أيلول 2011، أن ابنها لفظ أنفاسه الأخيرة في المشفى العسكري بدمشق، وأنها تسلمت جثمانه في اليوم التالي لإصابته لتكتشف شقًا طوليًا من حنجرته إلى أسفل بطنه، ما يثبت سرقة أعضائه، وفق والده تيسير مطر.

الوالد أوضح أيضًا أن الجثمان لم يكن يحمل أي إصابات باستثناء الطلقة المتفجرة التي اخترقت جسده، ما يجعل التشريح غير مبرّر طبيًا، ويؤكد أنه كان جزءًا من عمليات ممنهجة لتجارة الأعضاء البشرية التي يُتهم نظام الأسد بممارستها ضد المعتقلين والضحايا.

سجن سري في الصحراء

إلى جانب ذلك، تواجه العائلة معاناة أخرى تتمثل في اختفاء اثنين من أبنائها في سجون النظام، هما حازم، الذي كان يقبع في سجن صيدنايا المعروف، بينما احتجز أنس في سجن سري في صحراء سوريا، مجردًا من اسمه حيث كان يحمل رقمًا بدلًا من اسمه.

وأشارت شهادات الناجين من سجون النظام السوري إلى أن المعتقلين في مثل هذه المواقع غالبًا ما يتعرضون للإخفاء القسري أو التصفية الجسدية.

وأشارت والدة غياث، التي نفّذت وصيته بعدم توزيع الحلوى في الأعياد والمناسبات حتى سقوط النظام، إلى أنها فقدت الأمل في عودة ابنيها المعتقليْن، معبرة عن أمنيتها بأن يكونا قد استشهدا بدلًا من أن يواجها معاناة التعذيب والانتهاكات.

دعوات بالمحاسبة

ومنذ سقوط النظام السوري في 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري توالت الشهادات التي توثق الجرائم المرتكبة في سجون النظام، بدءًا من التعذيب والإخفاء القسري، وصولًا إلى القتل والاتجار بالأعضاء البشرية، ما أثار دعوات واسعة تطالب بمحاسبة المسؤولين وإنهاء معاناة المعتقلين وأسرهم.

وعرف عن الشاب غياث مطر إطلاقه مبادرة لتقديم الماء والورود لعناصر الأمن والجيش السوري أثناء المظاهرات المطالبة بتغيير النظام عام 2011، وكان ناشطا في مجال التغيير السلمي ومناهضة العنف، لكن مبادراته تلك لم تجنبه مصير الموت تحت التعذيب من جانب أجهزة الأمن السورية، حيث رحل تاركا خلفه زوجته التي كانت في ذلك الوقت حاملا في طفلتهما.