يصلي بعينيه لتفادي ضربة “الكرباج”.. لبناني يكشف “جحيم” 18 سنة قضاها في سجون الأسد (فيديو)

روى ما حدث خلال الساعات الأخيرة في صيدنايا

بعد سنوات طويلة من الألم والقهر، عاد السجين اللبناني المحرر معاذ مرعب من سجن صيدنايا في دمشق إلى مدينته طرابلس شمالي لبنان، ليحكي عن معاناته التي استمرت لأكثر من 18 سنة تنقّل خلالها بين العديد من سجون نظام بشار الأسد.

وقال معاذ مرعب للجزيرة مباشر، إنه تعرّض خلال فترة اعتقاله لشتى أنواع التعذيب والإهانة بسبب دعمه للمقاومة العراقية أثناء تأدية عمله صحفيًا في فترة الغزو الأمريكي على العراق آنذاك.

وأضاف أن تجربته في سجون نظام بشار الأسد كانت مليئة بالضرب والتعذيب اليومي والإهانات، موضحا “مسيرة ضرب وقتل وتعذيب لحد ما تدخل وتطلع، نحن عم نتكلم عن نظام عنده موضوع القتل والتعذيب والإخفاء القسري، مسألة منهجية يومية عايشينها تمارس على السجين في سوريا خصوصا لو كان سجين مسلم أو سياسي”.

ضرب بـ”الكرباج” الرباعي

وأوضح مرعب أنه كان يتنقل بين السجون المختلفة كفرع أمن الدولة الداخلي، وفرع فلسطين، وسجن صيدنايا، حيث كان يتعرض لتحقيقات جديدة وتعذيب مماثل في كل مرة.

وأردف “بالتحقيق بتتعرض لضرب شديد حتى يستخلصوا المعلومة منك، مكلبشين دائما أيدينا ويبدأوا بالضرب على الوجه وعلى الأذنين بكف اليدين مع بعض حتى تفقد الاتزان، ويبلش بالضرب بالكرباج الرباعي ويحطوا حديدة على رجليك ويقلبوا جسدك”.

وعبّر بحسرة على سنوات عمره التي قضت في عذاب، فقال “أنت بعد ما تمرق عليك سنين طويلة داخل السجن في عذاب وتطلع تشوف الناس عايشين طبيعي، بتسأل حالك أنت وين كنت؟”.

كان يصلي بعينيه

وأضاف أنه خلال اعتقاله كان يُحرم من التمييز بين الليل والنهار بسبب عدم وجود نوافذ أو ساعة، مشيرًا إلى أنه عندما كان في سجن صيدنايا، كانوا يضعونه غالبًا في زنزانة منفردة.

وأشار المعتقل اللبناني المحرر إلى أنه عندما كان يريد الصلاة، كان يلجأ إلى الصلاة بعينيه حتى لا يلفت انتباه السجّان ويتعرض للعقاب بالضرب، وعند غفلة السجان وانشغاله، كانوا يؤدون الصلاة بشكل عادي.

وقال إنه وغيره من المعتقلين كانوا يصلون صلاة الفجر عند سماع صوت العصافير، أما باقي الصلوات فكانوا يخمّنون توقيتها.

الساعات الأخيرة في صيدنايا

وأوضح مرعب أن الاتهامات كانت دائمًا جاهزة لديهم، مثل “الإرهاب أو الانتماء لتنظيمات إرهابية”، وأنه تم اعتقاله بسبب تقديمه المساعدة للمقاومة العراقية خلال الغزو الأمريكي للعراق، رغم أن النظام السوري كان يدّعي دعمه للمقاومة.

ووصف مرعب الساعات الأخيرة للمعتقلين في سجن صيدنايا، حيث أوضح أنهم وصلتهم أخبار تحرير المدن السورية، وشعروا أن دورهم في الحرية قد اقترب، مبينًا أنهم بدأوا بكسر الأبواب والخروج من الزنزانة بعدما علموا بإخلاء السجن وهروب السجّانين، حيث ساروا لساعات في الليل حتى وصلوا إلى منطقة تمكّنوا فيها من الاتصال بذويهم.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان