بين تعذيب “الديسكو” وأهوال ليلة الإفراج.. شهادة قاسية لأسير من غزة سُجن في سدي تيمان (شاهد)

“التعذيب بالكلاب وإطفاء السجائر في الأجسام العارية”

روى الأسير الفلسطيني المحرَّر محمود النجار، النازح من بيت لاهيا شمالي قطاع غزة إلى وسطه في مدينة دير البلح، شهادته عن التعذيب والانتهاكات المروعة التي تعرَّض لها في سجن “سدي تيمان” الإسرائيلي، بعد اعتقاله في 13 من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

“إطفاء السجائر في الأجسام العارية”

وقال النجار للجزيرة مباشر عن اللحظات الأولى عقب اعتقاله “تم تعريتنا بالكامل وتقييد أيدينا، ووضعوا غطاءً على عيوننا، ثم ضربونا بوحشية. أخذوا 15 شخصًا منا إلى بركة مياه في الساعة الثالثة فجرًا، وأحضروا لنا 15 مجندة ليضربونا داخل المياه”.

وأضاف النجار “أطفؤوا السجائر في أجسامنا، ثم أدخلونا إلى بُركسات (كبائن) سدي تيمان، وجعلونا نجلس على الحجارة على رُكبنا لمدة 13 ساعة. كان جميع السجناء من كبار السن والأطفال والنساء، وكذلك المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة”.

بين “غرفة الديسكو” و”الكلاب”

قال النجار “قبل أن أذهب إلى غرفة التحقيق أخذوني إلى غرفة تُسمى (الديسكو)، حيث وضعوا سماعات كبيرة وعلى الجدران (فلين) عازل حتى يعزل الصوت للخارج، وأصدرت السماعات ضجيجًا مخيفًا حتى أنك تصاب بعدم الاتزان من صوت الضجيج، ومن ثم يرسلونك إلى الحصمة (حجر صغير) لتجلس على رُكبك عليه”.

وأردف “بعد ذلك يحضرونك إلى حائط يخرج منه جنزير، فيعصبون عينيك ثم يقومون بضربك. كانوا يعروننا بالكامل، ثم يجعلوننا ندور أمامهم، ويسخرون منا”.

وأكد النجار أن الاحتلال كان يستخدم الكلاب كثيرًا في عملية التعذيب والقمع، حيث كان جنود الاحتلال يجعلونها تتبول على السجناء، على حد قوله، موضحًا “في التحقيق عندما نجيب على الأسئلة بكلمة (لا أعرف)، كانوا ينهالون علينا بالضرب، وكان التحقيق يستمر لساعات طويلة”.

تعذيب ليلة الإفراج

وعن ليلة الإفراج، قال النجار “كانت من أصعب الليالي بالنسبة لي، نادوا على اسمي وسحبوني بطريقة مخيفة، ودعسوا عليَّ، ثم جلسنا طول الليل على رُكبنا. لم يزرنا أي محام، كنا منعزلين تمامًا عن العالم الخارجي حتى أوصلونا إلى المعبر، ومن بعدها ذهبنا إلى المستشفى الأوروبي”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان