“عودة طوعية” لآلاف الأسر السودانية إلى ديارها بعد نحو 20 شهرا من النزوح
تجاوب كبير
أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية أن ولاية القضارف أطلقت برنامج عودة طوعية للنازحين إلى ديارهم بعد استعادة القوات المسلحة السودانية السيطرة على ولاية سنار وطرد قوات الدعم السريع منها.
وصرَّح محجوب أحمد محمد، المدير العام لمالية ولاية سنار، المسؤول عن تمويل مشروع العودة الطوعية بالاشتراك مع ديوان الزكاة، بأن أكبر أعداد نازحي سنار كانوا في ولايات القضارف وكسلا والنيل الأزرق والنيل الأبيض، مشيرا إلى أن برنامج العودة الطوعية يستهدف آلاف النازحين في هذه الولايات.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsجولة إفريقية للبرهان من مالي إلى موريتانيا.. ما الذي يبحث عنه الجنرال السوداني؟
بالفيديو.. ضرب محطة كهرباء شرقي السودان وقصف على أم درمان وسط تحذيرات من منعطف “أكثر خطرا”
أعمال شغب في جوبا وحظر تجوال بعد مقتل مواطنين من جنوب السودان في ود مدني (فيديو)
العودة الطوعية
وقدَّر المسؤول الحكومي أن عدد النازحين الكلي من ولاية سنار يبلغ نحو 200 ألف أسرة تضم نحو مليون فرد تقريبًا، مشيرًا إلى أنهم شكَّلوا لجانًا للعودة الطوعية في كسلا والقضارف والنيل الأزرق، لمساعدة النازحين على العودة إلى مناطقهم عقب سيطرة القوات المسلحة السودانية عليها.
100 ألف أسرة نازحة
وأكد محجوب محمد أحمد في تصريح خاص للجزيرة مباشر أن عدد النازحين الذين عادوا وصل إلى أكثر من نصف العدد الكلي للنازحين، أي نحو 100 ألف أسرة نازحة، يبلغ عدد أفرادها نحو نصف مليون شخص، وأن حكومة الولاية بالتعاون مع شركائها حركت أكثر من 150 رحلة من ولايات كسلا والقضارف والبحر الأحمر.
وأشار أحمد إلى أن الحكومة جعلت تجهيز المرافق الصحية والمياه والكهرباء على رأس أولوياتها، وأكد أن جميع المستشفيات بمحليات ولاية سنار السبع تعمل، وقد تم توفير الاحتياجات المطلوبة لها، كما أن الحكومة تعمل على عودة الأطباء وتوفير الأدوية والوفاء باستحقاقات الفِرَق الطبية.
كما أعلن توفير الوقود بمحلية الدندر لتشغيل الآبار التي توفر مياه الشرب للمنطقة، وأنهم يعملون على صيانة محطات المياه في مدينة سنجة التي تُعَد آخر مدن ولاية سنار التي حررها الجيش السوداني.
استقرار الوضع الأمني
وأشار المسؤول إلى استقرار الوضع الأمني بمحليات الولاية، عدا مشكلات المفقودات التي تواجه العائدين إلى منازلهم، لكنه أوضح أن اللجنة الأمنية والقوات المسلحة والشرطة قامت بتجميع المسروقات في مكان محدد، وأخطرت المواطنين بالطريقة القانونية لاسترداد مفقوداتهم، وأن هذه القوات موجودة في معظم مناطق الولاية للتأمين.
وأعلنت الشرطة السودانية، في 10 من ديسمبر/كانون الأول الجاري، مشاركتها في تفويج الدفعة الثانية من راغبي العودة الطوعية بين نازحي سنار، التي تضمنت 20 حافلة غادرت مدينة كسلا، وانضمت إليها 5 حافلات عند مدخل مدينة القضارف.
تأمين العودة
وقال الناطق الرسمي باسم الشرطة السودانية فتح الرحمن التوم، في تصريح خاص للجزيرة مباشر، إن قوات الشرطة شاركت في تأمين العودة الطوعية لولاية سنار من ولايتي كسلا والقضارف، عبر قوات التأمين وقوات المرور، إضافة إلى قوات المباحث والشرطة الأمنية التي رافقت الأفواج حتى داخل ولاية سنار، وتحديدًا في مدن سنجة وسنار والدندر والسوكي.
وأشار إلى أن قوات الشرطة شاركت بشكل مباشر في تحرير مدينة سنجة، ومناطق السوكي والدندر شرق ولاية سنار، عبر قوات الاحتياطي المركزي وقوات العمل الخاص.
وأكد التوم أن قوات الشرطة ارتكزت في مقرات شرطة الولاية بمدينة سنجة، وفور اكتمال عمليات التحرير، بدأت الشرطة فورًا بالانتشار في الارتكازات والدوريات، حيث شاركت قوات الشرطة مع القوات المسلحة في تطويق وتفتيش المناطق التي يُتوقع أن توجد بها بقايا قوات الدعم السريع، كما شاركت قوات الشرطة مع الفِرَق الفنية في إزالة مخلفات الحرب، بينما باشرت الشرطة الجنائية مهامها فورًا لتقديم الخدمات الأمنية والجنائية للمواطنين.
وبيَّن التوم أن وزير الداخلية اللواء خليل باشا سايرين قام بزيارة ولاية سنار وحاضرتها مدينة سنجة للوقوف على الحالة الأمنية، ووقف على التنسيق بين مكونات الأمن في الولاية، وقدَّم الدعم المادي والعيني لشرطة الولاية، وقدَّم الأدوية إلى المستشفيات العاملة، وذلك ضمن خطة الوزارة لدعم المجهود الحربي.
قبول واسع
من جانبه، قال الفاتح الصافي حمزة، رئيس لجنة الإيواء بولاية القضارف، إن مبادرة العودة الطوعية لنازحي سنار انطلقت من ولاية سنار وإليها، وإنها وجدت قبولًا واسعًا بين النازحين، وخصوصًا بعد تحرير مدينة سنجة من سيطرة قوات الدعم السريع، مشيرًا إلى أن ولاية القضارف سيَّرت 50 حافلة تحمل نحو 300 أسرة تضم نحو 2100 نازح.
وأكد حمزة أن العودة الطوعية تجري عبر تسجيل الراغبين في العودة إلى مناطقهم في ولاية سنار بواسطة العاملين في الرعاية والضمان الاجتماعي، بينما تقوم بعض المنظمات بتقديم الدعم المالي لهم، وأن الذين اختاروا العودة شعروا بأن الولاية آمنة ويمكنهم العودة إلى منازلهم.
وأشار حمزة إلى أنه لم يكن هناك حصر دقيق لعدد النازحين الموجودين بولاية القضارف، لوجود بعضهم بالأحياء السكنية، ولكن جملة النازحين تبلغ نحو مليوني شخص من ولايات الخرطوم وسنار والجزيرة.