وزير الدفاع التركي: سنتعاون عسكريًا مع القيادة السورية الجديدة في هذه الحالة

وزير الدفاع التركي يشار غولر (الأناضول)

أعرب وزير الدفاع التركي يشار غولر عن استعداد بلاده للتعاون العسكري مع القيادة الجديدة في سوريا بعد الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، حال تلقت أنقرة طلبًا بذلك.

وأكد الوزير غولر أن أولوية تركيا في سوريا هي تصفية العناصر المسلحة التابعة لحزب العمال ووحدات حماية الشعب الكردية، مردفًا “أعربنا عن ذلك لأصدقائنا الأمريكيين ونتطلع منهم إلى مراجعة مواقفهم”.

وقال “عاجلًا أم آجلًا ستتم تصفية التنظيمين في سوريا وهذا ما تريده الإدارة الجديدة بسوريا ونحن كذلك”.

وأكد أنه يتحتم على عناصر التنظيم القادمين إلى سوريا من خارجها مغادرتها، وعلى السوريين المنضوين تحت راية التنظيم إلقاء أسلحتهم.

وشدد على أن تركيا “لا مشكلة لديها مع إخوانها الأكراد في العراق وسوريا”، وإنما مشكلتها مع من سماهم “الإرهابيين” فقط.

وذكر غولر أن الأكراد في سوريا تعرضوا لضغوط واضطهاد على يد تنظيم وحدات حماية الشعب “حيث أقدم عناصره على اختطاف أطفال أكراد وتجنيدهم، ما دفع عائلات إلى إرسال أبنائها خارج سوريا لإنقاذهم من التجنيد”.

غولر أعرب عن استعداد بلاده للتعاون العسكري مع القيادة الجديدة في سوريا بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد (الأناضول)

التعاون مع الإدارة الجديدة في سوريا

وعن علاقات تركيا مع القيادة الجديدة بدمشق بعد سقوط نظام الأسد، لفت غولر إلى أن أنقرة لديها اتفاقيات تعاون عسكري مع العديد من الدول، وأضاف: “مستعدون لتقديم الدعم حال تلقينا طلبًا من الإدارة الجديدة في سوريا”.

ولفت إلى اتباع الولايات المتحدة نهجًا معينًا في سوريا (منذ 2011) لكن المناخ تغير الآن.

وقال “الآن على الجميع قبول الواقع الناشئ، سواء أرادوا ذلك أم لا”.

وشدد غولر على ضرورة منح فرصة للقيادة الجديدة في سوريا ومتابعة سلوكها.

وتحدث غولر عن الوجود العسكري التركي في أجزاء من الأراضي السورية، وقال إن الوجود التركي يهدف إلى منع تقسيم سوريا أو “إنشاء ممر إرهابي بالمنطقة”.

وشدد على أن الهدف الرئيسي لتركيا يتمثل في حماية سلامة أراضي سوريا ووحدتها، واستكمال العملية السياسية سلميًا، وتطهير الحدود السورية التركية من العناصر المسلحة.

وأضاف “يمكن مناقشة هذه القضايا ومراجعتها مع القيادة الجديدة في سوريا عند استيفاء الشروط اللازمة”.

قائد غرفة عمليات الفصائل السورية المسلحة أحمد الشرع، الملقب بـ(الجولاني) (غيتي)

إحلال الاستقرار والديمقراطية بسوريا

ومتحدثًا عن التطورات في سوريا، قال غولر “مطالب المعارضة وعدم مراعاة النظام لها، فضلًا عن عدم إمساك النظام باليد (التركية) الممدودة إليه بحسن نية، كانت مشاكل لا يمكن حلها لفترة طويلة ونتجت عن الديناميكيات الداخلية في سوريا”.

وأكد أن “الوقت حان لإحلال الاستقرار والديمقراطية في سوريا مزدهرة موحدة سياسيًا”، مؤكدا أن تركيا ستقدم كافة أشكال الدعم لسوريا لاعتماد دستور جامع وإجراء انتخابات حرة ودمج البلاد مع المجتمع الدولي.

وأعرب عن ثقته في التوصل إلى حل سياسي دائم في سوريا على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الصادر في العام 2015.

مستقبل روسيا العسكري في سوريا

وفي معرض حديثه عن القوات الروسية في سوريا بعد سقوط نظام الأسد، أوضح وزير الدفاع التركي أنه ما من مؤشرات قطعية على سحب روسيا قواتها من سوريا بشكل كامل.

وأضاف “قد يسحبون بعض السفن إلى روسيا للصيانة والاستبدال ولا أعتقد أنهم سيغادرون سوريا بالوقت الراهن”.

وتابع “سيفعلون (الروس) كل ما في وسعهم للبقاء، حتى إن مسؤولًا روسيًا (لم يذكر اسمه) أعلن أنهم سيواصلون البقاء في سوريا وأنهم ناقشوا هذه المسألة مع القيادة الجديدة”.

وأشار إلى أن روسيا سحبت قواتها من مختلف المناطق داخل سوريا باتجاه محافظتي طرطوس واللاذقية السوريتين، مبينًا أن تركيا عرضت على روسيا تقديم الدعم خلال هذه المرحلة إلا أنهم لم يطلبوا ذلك.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان