العراق.. لاجئون سودانيون يكشفون معاناة إجلائهم من جحيم الحرب في بلادهم (فيديو)

التقت الجزيرة مباشر عددا من اللاجئين السودانيين في العراق، وحكوا جانبا من المآسي اليومية التي عاشوها خلال الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وخرجت العائلات من السودان إلى العراق، هربًا من الدعم السريع، بتنسيق مع السفارة العراقية في الخرطوم. وقد تم إجلاء عراقيين وسودانيين في طائرات عسكرية عراقية من بورتسودان إلى مطار بغداد، وذلك في ثلاث رحلات على مدار أيام، بينما جاءت بعض الأسر السودانية إلى العراق قادمون من مصر.
اقرأ أيضا
list of 4 items“عانينا في مركز الإيواء”.. ثقة السودانية تتحدى الظروف وتعول أسرتها (فيديو)
“الكولومبيون الذين خُدعوا في السودان”.. تحقيق بمشاركة جنود في الحرب
عشرات الآلاف خارج دائرة التعليم.. مدارس اللاجئين في مصر معاناة لم تتوقف (فيديو)
وتحدثت مريم عثمان عن صعوبات الأيام الأولى للحرب، قائلة “كنت عايشة بالعاصمة الخرطوم أنا وبنتي وزوجي، وفي بداية الحرب عانينا من انقطاع الماء والكهرباء والإنترنت، وبعد أسبوع قررنا نهاجر إلى ولاية الجزيرة عند أهل زوجي”.
وأضافت “ضلينا (ظللنا) شهرين في الجزيرة وكنا نعاني كثير برضه من صعوبة الحصول على احتياجاتنا الأساسية، وخصوصًا الماء، فبسبب المياه الملوثة بنتي كانت تمرض كثير”.
“أصعب 3 أيام”
تُعد رحلة الإجلاء من السودان للعراق أصعب ما واجهته مريم في الحرب، بحسب ما تحدثت للجزيرة مباشر “سمعت بالإجلاء الي فتحته العراق وسجلت فيه مباشرة، وطلعت من ولاية الجزيرة إلى مدينة بورتسودان إلي سافرت منها للعراق، والطريق استغرق 3 أيام، ولكن كانوا من أصعب 3 أيام لأنه بنتي كانت كثير صغيرة وكانت مريضة”.

تعاني مريم من صعوبة التواصل والاطمئنان على أقاربها وأهلها الذين مازالوا تحت الحرب في السودان، وأوضحت “أهلنا بصعوبة بتواصل معهم، لأنه ما في إنترنت، وكل فترة وفترة بدفعوا فلوس لشبكة عشان يطمنونا عنهم”.
وفي السياق تستذكر الفتاة مروة عثمان، ويلات الحرب “بدأت الحرب وأنا بالمدرسة، وكنا بنسمع صوت الرصاص والطيران، وما بنعرف شو بيصير، ومباشرة رجعنا على البيت وكان الطريق خطر لأنه كان الرصاص بكل مكان”.
وأضافت “الحرب أجت بنص رمضان واحنا عنا عادات أنه الرجال برمضان بفطر برا البيت، فكنا كثير نخاف على أهالينا، وهما يكونوا يفطروا وصوت الرصاص ما يوقف”.
“المهم أننا نجونا”
لم تستسلم مروة للحرب، وسعت جاهدة للسفر خارج السودان، كما روت “كنت كل يوم أشحن تلفوني عند الجيران على الطاقة الشمسية، عشان أظل أبحث عن أي طريقة توصلني للسفير العراقي، ولما وصلت له بعتله عن ظرفنا وعن وضع منطقتنا، وأرسلت له معلوماتنا للسفر”.
لم تأمل مروة أن تنجو من خطر طريق السفر الذي يشتهر بالاختطاف والقتل والتفتيش القاسي، كما بيّنت “أصعب شيء هو طريق السفر لأنه مو أمان، وطول الطريق كنا خايفين وبنرجف، ليصيرلنا شيء أو يقتلونا، وكنت أفكر إنه إذا النساء نجوا، فالرجال ما رح ينجوا، لأنه كانوا يتعاملوا معهم تعامل أسوأ من النساء، وأخذوا منا كل أغراضنا وفلوسنا، بس مش مشكلة، المهم إنه كلنا نجونا”.
حسن الاستقبال
وأكد مصعب الغالي أن الوضع في السودان قبل الحرب لم يكُن سيء وأن المواطنين كانوا جميعهم متحدين “قبل الحرب كانت السودان مستقر، ولكن من وقت الحرب كل الناس تشرّدت، وتحول السودان لفئات كثيرة، مع أنه قبل كانوا كلهم متّحدين مع بعضهم البعض”.
وأضاف “لجأنا إلى بغداد ندور على أمان والحمد لله استقبلونا كثير منيح، وهنا بنحاول نستقر”.
وصل عدد اللاجئين السودانيين في العراق حوالي 650 فرداً، عن طريق بورتسودان، وفق مسؤول الجالية السودانية في العراق السيد عباس ادريس.