“ضباط يتراهنون على كسر الرقبة بحركة واحدة”.. شهادة مفجعة لمعتقل سابق في صيدنايا (فيديو)

“ظنوني ميتا ووضعوني في أكياس قمامة”

في شهادة مفجعة، روى بلال الشيخ، المعتقل السابق بسجون نظام بشار الأسد، الأهوال التي عاناها ورآها خلال فترة اعتقاله التي تجاوزت 13 عامًا.

وقال الشيخ للجزيرة مباشر، إنه اعتُقل بعد 5 أشهر فقط من اندلاع ثورة 2011 حينما كان عمره 19 عامًا، كما اعتُقل من نفس القرية 95 شخصًا بينهم والده الذي قام جنود النظام بكسر وقطع يده على الفور وتهديده بقتل جميع الأولاد والنساء، وأشار الشيخ إلى أن جميع المعتقلين من القرية قُتلوا وأصبح هو الناجي الوحيد.

وأظهر الشيخ جانبًا من آثار التعذيب، إذ خلع الجنود جميع أظافر يديه وقدميه كما ظهرت على الشاشة، إضافة إلى فتحة في الرأس جراء ضربه بسكين وعصا.

وأردف “لم أرَ في حياتي أبشع من هيك، الكثير من الأشخاص فقدوا حياتهم، أنا نفسي أذكر مقتل أكثر من 300 شخص، وضعوا في أكياس قمامة وانكبوا في مكبات زبالة حتى لا يظهر لهم أي أثر”.

“موقف لا أنساه”

وحكى الشيخ عن الموقف الذي لا ينساه أبدًا من السجن، إذ تم وضعه في أكياس الموتى في إحدى المرات بعد أن ظنت إدارة السجن أنه قُتل من كثرة التعذيب، إلا أنه استفاق وتحرّك فجأة، مما دفع أحد الجنود إلى إخبار الضابط: فيه كلب عايش”.

وقال الشيخ “كنت تعرضت لـ7 أيام من التعذيب المتواصل، حتى انزلقت فقرات ظهري وتلطّخ وجهي بالدماء وفمي كان مكسورًا، إلى أن أغمي عليّ وظنوا أني ميّت”.

تمنّي الموت

وتعبيرًا عن حجم الألم الذي كانوا يعانونه جراء التعذيب، أكد أن المعتقلين كانوا يتمنون الموت، وكانوا يفرحون إذا توفّي أحدهم “كنا ندعو الله بأن يأخذ أمانته ويريحنا، كنا نتمنى الموت لأن التعذيب الذي كنا نتعرض له الموت أرحم منه، كنا نشعر بالفرحة لمن يموت لأن الله رحمه من التعذيب”.

رهان الضباط “من يكسر رقبتنا بحركة واحدة”

وأضاف الشيخ، الذي نُقل بين عدة سجون، من بينهما سجن أمن الدولة 285 وسجن صيدنايا بدمشق، أن الضباط كانوا يتراهنون على مَن منهم يستطيع أن يكسر رقبة المعتقل بحركة واحدة.

كما أوضح أن السجناء كانوا يُعذَّبون بإدخال العِصيّ في مؤخراتهم حتى يعترفوا بأشياء لم يقترفوها، وكان يقول لهم الضابط أثناء التعذيب “أنتم إرهابيون لازم نقطع نسلكم”، وكان يطلب الضابط من المعتقلين اختراع قصة تثبت أنهم كانوا إرهابيين، ويخبرهم بأنه إذا لم تعجبه القصة فإن مصيرهم القتل.

وفجر 8 من ديسمبر/كانون الأول الجاري، دخلت الفصائل السورية المسلحة العاصمة دمشق، وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع وهروب بشار الأسد، وقامت بفتح كل السجون والإفراج عن آلاف المعتقلين.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان