مقبرة نجها.. حُفر عميقة قرب “قصر المؤتمرات” تفضح فظائع معتقلات نظام الأسد (شاهد)

حُفر الموت تكشف أسرار آلاف المفقودين في سوريا

من بلدة نجها في ريف دمشق، بالقرب من قصر المؤتمرات، تكشّفت إحدى القصص المروّعة عن انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا.

وأشارت الشهادات الأولية للأهالي والمنظمات الحقوقية، إلى وجود مقبرة جماعية تضم آلاف المعتقلين الذين قضوا نتيجة التعذيب والإعدام في سجون النظام السوري، ولا سيما سجن صيدنايا.

وأكدت آية مجذوب، نائبة المديرة الإقليمية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية، للجزيرة مباشر، أن المنظمة سبق أن أعدّت تقريرًا عام 2017 يوثق انتهاكات سجن صيدنايا، استنادا إلى صور أقمار صناعية ومقابلات مع حرّاس سابقين، كشفوا عن دفن جثث معتقلين في مقابر جماعية بهذه المنطقة.

وأضافت “مع سقوط النظام، أصبحنا قادرين على الوجود ميدانيًّا لتوثيق الأدلة على الأرض”.

شهادات محلية

وتحدّث أهالي المنطقة، لمراسل الجزيرة مباشر، عن حُفر عميقة بجانب المقبرة الرسمية، يقدر عمق بعضها بأكثر من 10 أمتار، حُفرت منذ سنوات، وأخرى تبدو حديثة.

وأشار فراس خالد، أحد سكان البلدة، إلى وجود “برّادات” كانت تأتي ليلًا وهي تحمل الجثث لدفنها بطريقة ممنهجة. كما أكد السكان أن الحفر حُفرت باستخدام آليات ثقيلة، وهو ما يعزز الشكوك في الغرض الحقيقي منها.

وطالبت منظمة العفو الدولية والناشطون بضرورة تدخّل المنظمات الدولية المختصة مثل الصليب الأحمر لتوثيق الموقع وإجراء الفحوص اللازمة. وحذرت المنظمة من العبث بالجثث أو دفن الأدلة قبل قدوم الفرق المتخصصة التي تعتمد على بروتوكولات محددة لتحديد هويات الضحايا.

غموض وقلق مستمر

ورغم محاولات فرق التحقيق والناشطين جمع الأدلة، لا يزال حرّاس المقبرة وبعض شهود العيان يرفضون الإدلاء بشهاداتهم علنًا، خوفًا من التداعيات. وعلى الرغم من وجود دلائل واضحة مثل الملابس وبقايا بشرية ظاهرة، لم يتم حتى الآن فتح تحقيق دولي شامل.

ويبقى السؤال الأبرز: لماذا تم اختيار هذه المنطقة تحديدًا لدفن الضحايا؟ وما الذي يخفيه نظام بشار الأسد خلف هذه المقابر الجماعية؟

ومع استمرار جهود التوثيق، تتطلع عائلات آلاف المفقودين إلى إجابات تنهي معاناة استمرت أكثر من عقد من الزمن.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان