“خائف حتى الآن”.. المعتقل رقم 77 يكشف أهوالا عاشها في “فرع فلسطين” بسجون الأسد (فيديو)

“أنت هناك مجرد رقم.. ليس لك اسم”

خلال 3 أشهر فقط، تعرض الفلسطيني علي جوني لشتى صنوف العذاب، على يد سجّانيه في سوريا.

كان جوني يعيش في مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين بمدينة صور جنوبي لبنان، قبل أن يُلقى القبض عليه عند حاجز في محيط مدينة خان شيخون التابعة إداريا لمحافظة إدلب، والتي كانت تحت سيطرة نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.

احتجز جوني في خان شيخون لمدة 20 يوما، بتهمة الإرهاب، قبل ترحيله إلى مركز لتجميع السجناء بمدينة حمص. وفي اليوم التالي، تم تحويله لفرع فلسطين، أحد أبرز مراكز الاعتقال والتعذيب التي استخدمها النظام في دمشق لأكثر من نصف قرن.

يقول جوني إنهم كانوا قرابة 100 سجين داخل غرفة الاحتجاز، مضيفا أنه تعرض لضرب شديد على رجليه بالعصي، كما خلع السجّانون 4 من أسنانه. كل هذا بسبب مطالبته بالحصول على بخاخ جديد بسبب الربو الذي يعاني منها.

لم يقتصر التعذيب على ما تعرض له جوني فقط، بل كان يرى آثار التعذيب على أجساد السجناء الآخرين.

السجين رقم 77

حمل جوني رقم 77 في مهجع 15، ويضيف “أنت هناك مجرد رقم. ليس لك اسم”، ويشرح سبب هذا الإجراء قائلًا “حتى لا يسمع سجين آخر باسمك فيخبر أهلك بمكانك إذا أطلق سراحه”. ويستطرد “اسمك بدّك تنساه. أنت هناك رخيص كتير، ليس لك دية”.

لم يكن جوني يرى وجه المحقّق، وعندما يرفض الاعتراف بما لم يرتكبه، كان المحقق يأمر السجّانين بضربه وتعذيبه لإجباره على الإقرار بما يريدون.

4 ساعات نوم فقط

وعن تفاصيل يومه، أكد جوني أن فترة النوم كانت 4 ساعات فقط، من الواحدة صباحا وحتى الخامسة، ويُمنع النوم أكثر من هذه المدة. ثم تأتي وجبة الإفطار في الثامنة صباحا.

أما الغداء، فكان عبارة عن ملعقة أرز، وملعقة برغل، و5 حبات فول. بينما كان العشاء يتكون من حبة بطاطا مسلوقة واحدة، تقسم على 5 أشخاص، أو حبة ليمون تقسيم على 12 شخصا، أو حبة ذرة تقسم على 5، أو حساء عدس، وفق قوله.

لا ينسى جوني تفاصيل “فرع فلسطين”، ويؤكد أنه لا يزال يشعر بالخوف، حتى بعد تحريره وعودته إلى مخيمه، مؤكدًا “الحكي غير الشوف”.

وعقب سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، ظهرت قصص آلاف المعتقلين من جنسيات عربية عدة، تكشف الفظائع التي كانت تمارس داخل السجون ومراكز الاحتجاز السورية.

وأفادت تقارير حقوقية بتعرُّض المعتقلين في “فرع فلسطين” تحديدا لصنوف شتى من التعذيب، مع حرمانهم من التواصل مع أقربائهم لفترات طويلة. وتشير السجلات إلى احتجاز آلاف الأشخاص في ظروف غير إنسانية داخل زنازين ضيقة.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان