“ابني وين صار؟”.. سوريون يواصلون البحث عن أقاربهم المفقودين في ساحة المرجة بدمشق (شاهد)

“ما شفنا غير مكابس ومجازر ومشانق”

في ساحة المرجة بدمشق، يواصل أهالي المفقودين بحثهم عن أقاربهم الذين فُقدوا بعد اعتقالهم في سجون النظام المخلوع، حيث يقف هناك المئات من السوريين بجانب صور معتقلين تملأ المكان ينتظرون لمحة من الأمل، ولكن دون جدوى.

رحلة بحث عن المفقودين

حليمة امرأة سورية من محافظة الرقة تبحث عن ابنها الوحيد عبد الكريم العزيز المفقود منذ 11 عاما، تحدثت للجزيرة مباشر قائلة “ابني عنده تاكسي (سابا) وعام 2013 أخذوه من سوق الخضراوات، وبعد فترة لقينا التاكسي في فرع تدمر ونقول لهم وينه ولا يعرفون”.

وقال محمد السباعي عن أخ له مفقود منذ 2017 “كان ذاهبا للبنان وبالطريق اعتقل، جينا على صيدنايا وما لقينا شي، ورحنا على المشافي والأفرع لمحاولة إيجاد اسمه وما لقيت، طيب وينه؟ مصفيينه ولا عايش ولا ميت؟”.

ومن جهتها عبرت ذابلة القربي، التي تسكن في دير الزور عن حزنها لجهلها بمصير ابنها الذي كان يخدم بالجيش في اللواء الـ12 بدرعا.

وأضافت “جينا عليه زيارة لقيناه ومنها لاحقا ردينا إلوه وما لقيناه، كل سنة نيجي عليه ويقولوا اسمه بالكمبيوتر وما نعرف وينه، قالوا إنه مسجون من شهرين في صيدنايا ولم نجده إلى الآن”.

“رأيت أكياس عظام”

فائق الصغير، ذهب من دير الزور إلى ساحة المرجة ليبحث عن ابن أخيه عبد الله الصغير المفقود منذ 10 أعوام، تحدث قائلًا “أخذوه المخابرات الجوية والمصيبة إحنا ما بنعرف هو بصيدنايا ولا فرع فلسطين أو أي فرع! رحت لمشفى (المستعد) شفت كياس عظام وشفت أشياء تقشعر البدن”.

“ابني وين صار؟”

سميرة زكور، امرأة تقف في ساحة المرجة بجانب صورة ابنها رشيد حسين، الذي كان يخدم بالجيش وفُقد في عدرا، قالت “من 5 سنين طلع واحد من صيدنايا قال أنا وهو (ابنها) ننام على مخدة وحدة، أروح هناك يقولوا لي مو موجود، طيب ابني وين صار؟”.

“ما شفنا غير مكابس ومجازر ومشانق”

وعن معاناتها في رحلة البحث عن ابنها، قالت “نمنا بهذي الحدايق أقسم بالله نحط كرتون جوانا ونغطي حالنا بكيس نايلون عشان المطر وتعذبنا، امبارح رحنا على صيدنايا وما شفنا غير مكابس ومجازر ومشانق”.

وفي ضوء الأحاديث التي تشاع عن وجود سراديب سرّية يوجد فيها السجناء المفقودون، أكد فريق “أفاد” التركي الذي كان يبحث عن مؤشّرات للحياة في صيدنايا أنهم لم يجدوا أي معتقلين أحياء أو أمواتا، وهو ما يضيّق نافذة الأمل أمام أقارب هؤلاء.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان