وزير الخارجية التركي يرد على تصريحات ترامب بشأن “الاستيلاء على سوريا”
هدفان رئيسيان
علق وزير الخارجية التركي هاكان فيدان على تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، والتي اتهم فيها تركيا “بالاستيلاء على سوريا” بعد سيطرة المعارضة على الحكم والإطاحة ببشار الأسد.
وقال فيدان، في مقابلة أجراها مع قنا الجزيرة الإنجليزية، أمس الأربعاء، “لا يمكن وصف ذلك بأنه عملية استيلاء، ووصف الأحداث في سوريا بهذه الطريقة سيكون خطأ جسيما، وبالنسبة للشعب السوري، لا يعد ذلك استيلاء، وما حدث هو سيطرة إرادة الشعب السوري، وهو توليها السلطة هناك”.
اقرأ أيضا
list of 4 items“مجموعة الثماني الإسلامية”.. حلم أربكان الصامد!
“البراعم الحمراء”.. حوار بين علماني ومتدين
رئيس حزب العمل الإسرائيلي: لهذا السبب علينا دعم الأكراد في سوريا
وردًا على سؤال “أليس من الصواب القول إن القوة التي ستدير سوريا في أيدي تركيا؟”، أكد فيدان أن بلاده لا ترغب أبدًا بأمر من هذا القبيل، مضيفًا “أعتقد أننا جميعا تعلمنا دروسا عظيمة مما حدث في منطقتنا”.
وشدد أن ثقافة الهيمنة هي التي جلبت الدمار إلى المنطقة، موضحًا “لذلك لا ينبغي أن تكون هناك هيمنة تركية، ولا هيمنة فارسية، ولا هيمنة عربية، وعلينا جميعا أن نأخذ التعاون كأساس”.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب:
• تركيا قوة كبرى، وأردوغان شخص أتفق معه كثيرًا، لديه قوة عسكرية كبيرة. ولم تهلكه الحرب.
• لقد بنى أردوغان جيشًا قوي جدًا.
• تركيا كانت وراء سقوط الأسد في سوريا. “لقد أرادوا ذلك منذ آلاف السنين. والآن حصلوا عليه.” pic.twitter.com/9rjkK1KbYq
— Salah (@MrSalah05) December 16, 2024
الوجود العسكري التركي في سوريا
وأكد أن الوجود العسكري التركي في سوريا له هدفان، الأول يتمثل في منع حدوث هجرة جماعية أكثر إلى تركيا والثاني هو مكافحة الإرهاب، مشددًا على أنه لن يكون لتركيا أي سبب للبقاء في سوريا إذا تم حل هاتين القضيتين، مشيرًا إلى أنه تم اتخاذ خطوات صحيحة بهذا الاتجاه.
وأوضح الوزير التركي أن الإدارة الجديدة في سوريا يُنظر إليها على أنها “مُحاورٌ شرعي” وأن التواصل معها بدأ، وأعرب عن اعتقاده بأن الاتحاد الأوروبي سيرفع العقوبات المفروضة على سوريا في نهاية المطاف.
عودة اللاجئين السوريين
وأعرب فيدان عن أمله في أن يعود اللاجئون السوريون في تركيا بشكل طوعي وآمن، بعد تقييم الوضع الجديد في بلادهم، مرحبًا برغبتهم في العودة إلى سوريا.
وأشار إلى تسجيل زيادة طفيفة في عدد اللاجئين السوريين العائدين إلى بلادهم، مضيفا أن المرتقب أن تزداد عمليات العودة مع توفير المزيد من الاستقرار وبيئة أكثر أماناً، “لكن من المبكر الحديث عن ذلك حاليا”.
وردا على سؤال حول “قلق الغرب من العلاقات السابقة لهيئة تحرير الشام مع تنظيمات مثل القاعدة، وهل تعتقد أن الهيئة قطعت علاقاتها مع الماضي؟”، أشار فيدان إلى أنه شغل منصب رئيس الاستخبارات التركية لمدة 13 عاما، قبل توليه وزارة الخارجية.
وأردف أن “إدلب تقع بالقرب من تركيا، وبطبيعة الحال، نتابع عن كثب الإرهابيين والأنشطة المرتبطة بالإرهاب، وأعتقد أن هيئة تحرير الشام اتخذت خطوات كبيرة لتنأى بنفسها عن تنظيمي القاعدة والدولة والعناصر المتطرفة المماثلة”.
ولفت إلى أن الشعب السوري لديه “احتياجات ملحة لا يمكن تأجيلها في هذه المرحلة”، وأنه يجب ضمان إمكانية عودة اللاجئين إلى سوريا.
وقال “ينبغي توفير الخدمات الأساسية والصحة والنقل والغذاء والتعليم والاتصالات للناس في أسرع وقت ممكن. بهذه الطريقة فقط يمكن للناس أن يشعروا أن الحياة أصبحت طبيعية”.
هضبة الجولان
وفيما يتعلق بتوسيع إسرائيل لاحتلالها لهضبة الجولان، قال الوزير فيدان إن “الخطوات القليلة الأولية التي اتخذتها إسرائيل في الأيام الأولى من التطورات (في سوريا) يمكن أن تقرأ على أنها بعض إجراءات أمنية”.
وأضاف “ولكن بعد إعلان (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو مضاعفة عدد المستوطنين في الجولان المحتل أعتقد أن هذا قد اتخذ بعدا جديدا”، وتابع “برأيي، حكومة نتنياهو ليست حكومة إبادة جماعية فقط، بل ميالة للانتحار أيضا”.
وأردف “هذه الحكومة لا تهدد مستقبل منطقتنا، العرب والمسلمين فقط، بل أيضا مستقبل اليهود والإسرائيليين”.
وعن تصريح المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، الأربعاء، بأن الإطاحة بالأسد كانت نتيجة خطة أمريكية وإسرائيلية وأنها كسرت “محور المقاومة”، قال فيدان “ليعذرنا أصدقاؤنا الإيرانيون، ناقشنا هذا الأمر معهم ربما ألف مرة، من الواضح أن وجودهم في سوريا لم يمنع الإبادة الجماعية الكبرى التي تقع في غزة”.