“أخبار المندس”.. صحيفة سورية معارضة فضحت انتهاكات النظام (فيديو)
بعد بداية الثورة السورية عام 2011، وبينما كان حضور وسائل الإعلام الدولية ضعيفا داخل سوريا، أطلق عدد من السوريين، بينهم الصحفي معمر النهار، جريدة “أخبار المندس”.
كانت الصحيفة منبرا يفضح انتهاكات النظام ويغطي الحراك الشعبي، في وقت كانت فيه المعلومات داخل سوريا خاضعة لرقابة مشددة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsوزير العدل السوري يكشف للجزيرة مباشر تفاصيل ملاحقة مسؤولي نظام الأسد (فيديو)
الأمن العام باللاذقية: حررنا مختطفينا من قبضة مليشيات الأسد وقتلنا عددا من الخاطفين
معقل أنصار الأسد.. حملة بريف اللاذقية لإلقاء القبض على عناصر النظام السابق (فيديو)
الاسم
وقال النهار للجزيرة مباشر إنهم استوحوا اسم الجريدة من وصف بثينة شعبان، مستشارة رئيس النظام السوري، للمتظاهرين والمطالبين بإسقاط الأسد بـ”المندسين”.
وكان هدف الجريدة إظهار صوت الثورة في مواجهة الرواية الرسمية للنظام.
ويقول النهار: “كان كل ما فعلته هو نشر جريدة تعكس حقيقة ما يجري على الأرض، لكن النظام رأى في الكلمة تهديدًا لسلطته”.
عمل معمر النهار وفريقه على طباعة الجريدة بشكل سري، مضيفا أنه وزملاؤه كانوا يتولون توزيعها بسرعة في دمشق وضواحيها مجانًا، متحاشين رقابة الأجهزة الأمنية، وقد وصلت الجريدة إلى مناطق حساسة، مثل حي المهاجرين القريب من القصر الرئاسي، ما أثار حفيظة النظام ودفعه لتكثيف البحث عن القائمين عليها.
مجزرة الغوطة
في 21 أغسطس/آب عام 2013، وقعت مجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية، حيث كان النهار يقيم هناك في تلك الفترة، ووثق الحدث عبر الصفحة الرسمية للجريدة على “فيسبوك”.
وقال معمر النهار إنه نشر تعليقًا ما زال يذكره حتى الآن قال فيه: “بينما مندوبو الأمم المتحدة للمراقبة نائمون في فندق الفورسيزونز بدمشق، يموت السوريون اختناقًا بالكيماوي”.
ووصف النهار المشهد بأنه كان مأساويا يشبه الأفلام، قائلا إن السكان كانوا يسقطون في الشوارع دون صوت أو رصاص”، وكانت مناطق مثل زملكا وعربين ودوما الأكثر تضررًا، حيث سقط هناك القدر الأكبر من المتفجرات.
الاعتقال والتعذيب
لم يدم الأمر طويلا قبل أن يتوصل النظام إلى النهار، وتعتقله الأجهزة الأمنية عام 2014.
وقال النهار إنه خضع للتحقيق والتعذيب الممنهج في مقار الأفرع الأمنية، بما في ذلك الشبح [التعليق في السقف أو الجدار]، والصعق الكهربائي والضرب المبرح.
قضى النهار 3 سنوات في سجون النظام، خرج بعدها بجسد منهك ونفسية محطمة.
ولم تتوقف معاناة معمر النهار بخروجه من السجن، إذ ظلت السلطات الأمنية تستدعيه بين الحين والآخر للتحقيق معه.
وشكا معمر النهار للجزيرة مباشر من أنه ما زال يعاني من صداع مزمن ورهاب من الضوء الأبيض، إضافة إلى تهتك عصبي نتيجة التعذيب، كما أصبح غير قادر على النوم إلا بالقرب من باب المنزل وعلى الأرض، بسبب الاعتياد القسري على أوضاع الزنازين.