على طريقة يحيى عياش.. عملية نوعية في جباليا تربك الاحتلال وتلهب المنصات (شاهد)
من السكين إلى الحزام الناسف
تتواصل عمليات المقاومة في قطاع غزة في اليوم الـ441 من العدوان الإسرائيلي، وسط تصعيد مستمر وصمود لا ينكسر من قبل أبناء القطاع.
وكشفت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، عن تفاصيل عملية نوعية معقدة نفذها أحد مقاتليها في مخيم جباليا شمالي القطاع المحاصَر، وذكرت الكتائب أن أحد مجاهديها استطاع بعد ظهر أمس، القضاء على قناص إسرائيلي ومساعده من مسافة الصفر.
اقرأ أيضا
list of 1 itemوبعد ساعة من القضاء على القناص، تمكن المجاهد من التنكّر بزي جنود الاحتلال الإسرائيلي والوصول إلى مجموعة مكونة من 6 جنود، واستخدم المجاهد حزامًا ناسفًا لتفجير نفسه وسط القوة، مما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى في صفوفها.
تفاعل واسع مع “أسود” جباليا
ولاقت العملية تفاعلًا كبيرًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أشاد المغردون بشجاعة المقاتلين وبسالة أهل جباليا.
وقال الصحفي أحمد وائل حمدان “أسود مخيم جباليا يجاهدون بالسكاكين والحجارة والأحزمة الناسفة وبكل شيء لكي لا يسقط الشمال. لله دركم يا درع الأمة”.
وأكد الباحث سعيد زياد، أن للعملية دلالات عظيمة، مثل الاستبسال غير المسبوق والتحام المقاتلين بالعدو، وأضاف أن العملية تعيد للأذهان تكتيكات الشهيد يحيى عياش، وأن تأثيراتها قد تمتد على شكل الصراع بأسره.
وأشار الدكتور فايز أبو شمالة، إلى أن غزة تفتقد الطعام والماء والدواء، لكنها تزخر بالأبطال الشرفاء.
“المهندس” يحيى عياش
ويحيى عياش هو واحد من أبرز قادة كتائب عز الدين القسام، ينحدر من بلدة رافات في محافظة سلفيت بالضفة الغربية وولد عام 1966، وحصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية.
وكان عيّاش بارعًا في صناعة المتفجرات، وأصبح من أبرز الوجوه التي أذاقت الاحتلال الويلات في تاريخ الصراع المعاصر معها، ووصفته قيادة الاحتلال بألقاب عدة منها (الثعلب، العبقري، الرجل ذو الألف وجه، الأستاذ، المهندس).
واغتيل يحيى عياش يوم 5 يناير/كانون الثاني 1996 بتفجير هاتفه النقال في منزل أحد أصدقائه في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، واتُهم أحد المقاولين الفلسطينيين العاملين مع جهاز “الشاباك” بتزويده بالهاتف المفخخ، وشارك عشرات آلاف الفلسطينيين في تشييع جثمانه، بينما عمت مسيرات الاحتجاج مناطق كثيرة في أنحاء فلسطين.
إشادة شعبية وشهادات بطولية
وكتب الناشط محمد النجار “جباليا من السكين إلى الحزام الناسف. جباليا هي أول الحجارة وأول الرصاص”. أما الكاتب يحيى بشير فقد علّق بالقول “دقق في تفاصيل هذا الحدث، هؤلاء رجال غزة الذين بذلوا كل شيء للحفاظ على كرامة الوطن”.
فيما كتب المدون صبري “ماذا كان يشعر مجاهدنا وهو يغمر نفسه بين صفوف الأعداء؟ لن يخذل الله غزة وفيها جباليا ولن يخذل الله القسام”.
وأصبحت جباليا رمزًا للصمود والبطولة في وجه العدوان الإسرائيلي، حيث يواصل المقاومون إبداعهم في تنفيذ عمليات نوعية تُربك الاحتلال وتُظهر شجاعة الشعب الفلسطيني وصموده.