الإخوان المسلمون في سوريا يدعون إلى اعتماد دستور عام 1950 لفترة انتقالية
أصدرت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا اليوم الأحد بيانًا دعت فيه إلى اعتماد دستور (1950) لفترة انتقالية مؤقتة منعًا للفراغ الدستوري.
وأشار البيان إلى “هدم نظام المجرم بشار الأسد الاستبدادي المتوحش مكْلفًا وصعبًا، وتوفيق الله فيه جليًا، وعلينا الآن أن نتكاتف لبناء دولة العدل والقانون على قاعدة السواء في الوطن في هذه الظروف المحيطة بنا”.
وأكدت الجماعة أنها تمد يدها “إلى حكومة تسيير الأعمال برئاسة السيد محمد البشير، وتقدم كل إمكاناتها لبناء الدولة السورية ومؤسساتها التشريعية والتنفيذية والقضائية”.
وجاء في البيان أن “سوريا اليوم بحاجة إلى السرعة في بناء مؤسسات الدولة المستقرة، المستندة إلى القاعدة الشعبية الثورية التي قادت التغيير، والتي تضم أكبر طيف ممثل لشرائح الشعب السوري ليشارك في تحمل الأعباء والمسؤولية”.
وبشأن القرار الأممي 2254 قالت الجماعة “تدرك الجماعة أن الجزء الأول من القرار الأممي 2254 والمتعلق بإنشاء إدارة انتقالية بالمشاركة بين المعارضة والنظام، لم يعد قائمًا بعد سقوط هذا النظام، ولكن البلاد ما زالت بحاجة إلى دستور جديد وانتخابات حرة”.
ودعت الجماعة إلى اعتماد دستور (1950) لفترة انتقالية مؤقتة منعًا للفراغ الدستوري، ريثما يتمّ تشكيل جمعية تأسيسية لصياغة دستور جديد يحافظ على هوية البلد ويصون حقوق جميع المكونات، يتلوها القيام بإجراء انتخابات حرة تشريعية ورئاسية.
ملاحقة فلول النظام
كما دعت الحكومة إلى ملاحقة فلول النظام السابق داخل سوريا وخارجها “ممن تلطخت أيديهم بدماء السوريين، وتقديمهم لمحاكمات عادلة”.
وطالبت الجماعة في بيانها بإنشاء “وزارة تهتم بشؤون المفقودين والمغيبين وأسر الشهداء للبحث عن مصيرهم وكذلك إنصاف المتضررين، وإجراء التسويات الشرعية والقانونية لتعويض أسرهم وذويهم”.
وأوصت الحكومة بتشكيل “جهاز متخصص لتتبع الأموال المهربة والمنهوبة وإرجاع الحقوق لأصحابها، وتشكيل لجنة لمراجعة وتصحيح القوانين الاستثنائية الجائرة التي تنتهك حرية المواطنين وتجرّم انتماءاتهم الفكرية وإلغاء محاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية”.
وأكدت الجماعة “ضرورة العمل على بناء الأجهزة الأمنية لتقوم بواجبها في حماية أمن المواطنين وإعادة تشكيل القوات المسلحة لتقوم بحماية الوطن، وأن بناء العلاقات الدولية التي تقوم على أساس المصالح المتبادلة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية هي الأساس في استقرار الدول”.
يذكر أن جماعة الإخوان المسلمين في سوريا تأسست عام 1945، برئاسة مصطفى السباعي، الذي سُمّي مراقبًا عامًا للجماعة.
وبعد استيلاء حزب البعث على السلطة في سوريا تعرضت الجماعة للقمع، وكانت أحداث مدينة حماة عام 1982 ذروة الصدام بين الجماعة ونظام حافظ الأسد إذ شنت قوات سورية مدعومة بالمدفعية والمدرعات هجومًا عنيفًا على المدينة أوقع ما بين 30 و40 ألف قتيل.