دعوة إلى “حوار وطني” تعيد فاروق الشرع إلى المشهد السياسي في سوريا بعد اختفائه 13 سنة

التقى القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا، أحمد الشرع، نائب الرئيس السابق فاروق الشرع، الذي غاب عن المشهد السياسي في السنوات الأخيرة من حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد، ووجه إليه دعوة لحضور مؤتمر حوار وطني مرتقب.

وأكد مروان الشرع، ابن عم فاروق الشرع، في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية، أن اللقاء جرى في الأيام الأولى من دخول أحمد الشرع إلى العاصمة دمشق، حيث زار فاروق الشرع في مكان إقامته بإحدى ضواحي العاصمة، ودعاه إلى المشاركة في المؤتمر.

وأوضح مروان أن فاروق الشرع البالغ من العمر 86 عامًا وافق على الدعوة “بصدر رحب”، مشيرًا إلى أن أول ظهور علني له منذ عام 2011 سيكون في المؤتمر المقبل. وكان الشرع قد ترأس مؤتمر الحوار الوطني في فندق صحارى بدمشق عام 2011، حيث دعا إلى تسوية سياسية للنزاع، قبل أن يختفي عن الأنظار.

تاريخ سياسي بارز ومصير غامض

ويعتبر فاروق الشرع، الذي شغل منصب وزير الخارجية منذ عام 1984 في عهد حافظ الأسد، وتولى منصب نائب الرئيس عام 2006، أحد أبرز الشخصيات التي أسهمت في صياغة السياسة الخارجية لسوريا لعقود.

ومع اندلاع الاحتجاجات ضد الأسد عام 2011، أبدى الشرع تباينًا في رؤيته عن النظام الحاكم؛ مما أدى إلى وضعه قيد الإقامة الجبرية واعتقال سائقه ومرافقه الشخصي بتهمة تسهيل محاولة انشقاقه.

وكشف مروان الشرع أن ابن عمه يُحضّر لإصدار كتاب يتناول فترة حكم بشار الأسد منذ عام 2000 وحتى سقوطه في ديسمبر/كانون الأول الجاري، مشيرًا إلى أن الشرع يتمتع بصحة جيدة.

نهاية حكم الأسد ودور فاروق الشرع

وبعد نحو 25 عامًا في السلطة، انتهى حكم بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024 مع دخول المعارضة السورية المسلحة بزعامة أحمد الشرع إلى دمشق وفرار الأسد.

ويستعد فاروق الشرع، الذي كان يُطرح اسمه في السابق مرشحًا محتملًا لقيادة مرحلة انتقالية، للعودة إلى المشهد السياسي من خلال المؤتمر الوطني المرتقب، مما يفتح باب التساؤلات حول دوره المستقبلي في إعادة تشكيل السياسة السورية.

هل هناك صلة قرابة بين أحمد الشرع وفاروق الشرع؟

وأشار مروان الذي يقول إنه مؤرّخ نسب العائلة، إلى وجود صلة قرابة بعيدة بين أحمد وفاروق الشرع، موضحًا “نحن عائلة واحدة في الأساس، وشقيق جدّ أحمد الشرع متزوّج من عمّة فاروق”.