فلسطينيون يقاضون شركة بريطانية لتورطها في تزويد الاحتلال بالنفط

شعار شركة بريتش بتروليوم (غيتي)

شرع فلسطينيون من ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في اتخاذ إجراءات قانونية ضد شركة “بريتش بتروليوم” (BP) البريطانية، متهمين إياها بالتواطؤ في تزويد الاحتلال الإسرائيلي بالنفط الخام المستخدم في عملياته العسكرية.

ونقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن طيب علي، رئيس قسم القانون الدولي في مكتب “بيندمانز” للمحاماة ومدير المركز الدولي، الاثنين، قوله “يمثل هذا الإجراء القانوني منعطفا حاسما في مسار محاسبة المتورطين في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية”.

وأضاف “تكشف الأدلة الدامغة عن تقصير ‘بريتش بتروليوم’ الفادح في الالتزام بسياستها المعلنة لحقوق الإنسان والقانون الدولي، وذلك من خلال تيسيرها نقل النفط الذي غذى آلة الحرب الإسرائيلية في عدوانها على غزة”.

دبابة ميركافا قطاع غزة
صورة لدبابة إسرائيلية من طراز ميركافا في قطاع غزة (رويترز عن الجيش الإسرائيلي)

وأوضح علي أن موكليه من ذوي الأصول الفلسطينية يسعون بإصرار لتحقيق العدالة في أعقاب معاناتهم المريرة. وأشار إلى موكل بريطاني الجنسية فقد 16 فردا من عائلته جراء الغارات الجوية الإسرائيلية الوحشية، بينما يكابد الناجون من أفراد أسرته ظروفا إنسانية بالغة القسوة.

وتابع علي موضحا أن ثمة ضحايا آخرين تعرضت أسرهم للقتل والتهجير القسري، ومنهم من لقي حتفه بسبب الحرمان من الرعاية الطبية الضرورية، فضلا عن آخرين يعانون أضرارا جسدية ونفسية وصفها بالكارثية والمدمرة.

رسالة تحذيرية إلى “بريتش بتروليوم”

وكان الضحايا قد وجهوا رسالة تحذيرية إلى الشركة قبل رفع الدعوى، اتهموها فيها صراحة بانتهاك التزاماتها المتعلقة بحقوق الإنسان المنصوص عليها في القانون الدولي.

وأكدت الرسالة أن الاحتلال الإسرائيلي يعتمد اعتمادا كبيرا على واردات النفط الخام والمكرر في تشغيل آلته العسكرية من طائرات ودبابات وجرافات، التي يستخدمها في عملياته العدوانية وإخلاء غزة بهدف التوسع الاستيطاني غير القانوني.

كما طالبت الرسالة بشكل قاطع بنظر القضية في المحاكم البريطانية، نظرا لكون “بريتش بتروليوم” شركة بريطانية والمدعين مقيمين في المملكة المتحدة أيضا.

جرافة إسرائيلية DR9
جرافة إسرائيلية DR9 في غزة (الفرنسية)

يُذكر أن “بريتش بتروليوم” تمتلك وتدير خط أنابيب “باكو-تبليسي-جيحان” الاستراتيجي، الذي تقوم أذربيجان من خلاله بتوريد النفط إلى الاحتلال الإسرائيلي، مشكّلا ما نسبته 28% من إجمالي إمدادات النفط الخام الإسرائيلية.

وأكدت تقارير موثوقة أن إمدادات النفط تُعَد عنصرا حيويا للعمليات العسكرية الإسرائيلية، حيث تُستخدم وقودا للطائرات المشاركة في قصف غزة.

وشدَّد الضحايا في مطالبهم على ضرورة توقف الشركة البريطانية فورا عن إمداد الاحتلال الإسرائيلي بالنفط، والاعتراف بمسؤوليتها الكاملة عن تلك الأعمال. كما طالبوا بإفصاح الشركة عن جميع الوثائق ذات الصلة، بما فيها السياسات والعقود المتعلقة بتزويد الاحتلال بالنفط.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان