أحد عناصر الفرقة الرابعة يكشف أسرارا عن تجارة “الكبتاغون” في سوريا خلال حكم الأسد (فيديو)

كشف شاهد عيان وهو أحد عناصر الفرقة الرابعة في جيش النظام السوري السابق تفاصيل حول تجارة المخدرات و”الكبتاغون” في سوريا، مؤكدًا أن هذه التجارة كانت تدار بشكل مباشر من قبل ماهر الأسد شقيق رئيس النظام السوري، وبعلم تام من الرئيس المخلوع بشار الأسد نفسه.

وقال الشاهد -الذي عرّف عن نفسه باسم “أبو خالد”- في مقابلة مطولة مع الجزيرة مباشر إن معامل إنتاج “الكبتاغون” كانت تنتشر في مناطق عدة بسوريا، لا سيما في ريف دمشق والساحل السوري ومحافظة درعا، مشيرًا إلى أن الفرقة الرابعة كانت تحتكر هذه الصناعة بشكل كامل.

وأوضح أن المعامل كانت توجد في مراكز الفرقة الرابعة نفسها، خاصة في مناطق الصبورة ويعفور والقرداحة، حيث تم تحويل بعض معامل الأدوية إلى معامل لإنتاج “الكبتاغون”، مستغلين خبرات بعض الأطباء والكيميائيين الذين تم إجبارهم على العمل في هذا المجال أو استمالتهم بالمال.

SYRIA-CONFLICT-DRUGS-CAPTAGON
(الفرنسية)

وأضاف الشاهد أن عائدات هذه التجارة كانت تصل إلى ملايين الدولارات شهريًّا، حيث كان يتم دفع 5 ملايين دولار شهريًّا للقصر الجمهوري كحصة ثابتة، وكانت حصة الفرقة الرابعة أضعاف هذا المبلغ، وأشار إلى أن هذه الأموال كانت تذهب مباشرة إلى خزينة ماهر وبشار الأسد.

وأشار أبو خالد إلى أن توزيع المخدرات لم يقتصر على التصدير للخارج فحسب، بل امتد ليشمل الداخل السوري أيضًا، حيث وصلت المخدرات إلى طلاب المدارس والجامعات، مما أدى إلى تغييرات ملحوظة في سلوك الشباب، دون أن يتمكن أحد من الاعتراض خوفًا من بطش النظام.

وزير الداخلية بسام المولوي بعد الإمساك بشحنة “كبتاغون” مهربة (أ ف ب)

وأوضح الشاهد أن عددًا من الضباط الرفيعي المستوى كانوا متورطين في هذه التجارة، منهم اللواء محمود عبود وعلي محمود، إضافة إلى شخصيات مقربة من النظام مثل خالد قدور ورئيف قوتلي وحامد حسن، كما ذكر أسماء أخرى من عائلة الأسد مثل وسيم الأسد وسليمان الأسد، مؤكدًا أنهم جميعًا كانوا يستفيدون من تجارة “الكبتاغون”.

وكشف أبو خالد أن النظام كان يستخدم أساليب الابتزاز والتهديد لإجبار الناس على العمل في توزيع المخدرات، حيث كان يتم اعتقال من يرفض ذلك وتلفيق تهم له، كما تحدث عن استغلال عناصر من النظام للمعابر والحواجز لتسهيل نقل المخدرات، مستخدمين بطاقات خاصة تمنحهم حرية الحركة دون تفتيش.

 

وختم الشاهد حديثه بتأكيد أن هذه التجارة استمرت حتى اللحظات الأخيرة قبل سقوط النظام، مرجحًا وجود معامل لم يتم اكتشافها بعد في مناطق مختلفة من سوريا، كما أشار إلى أن سيطرة الفرقة الرابعة لم تقتصر على تجارة المخدرات فحسب، بل امتدت لتشمل قطاعات اقتصادية وأخرى مثل تجارة المعادن والخردة.

يذكر أن العديد من التقارير الدولية كانت قد أشارت إلى تورط النظام السوري في تجارة المخدرات، وخاصة “الكبتاغون”، واعتبارها مصدرًا رئيسًا لتمويل عملياته في ظل العقوبات الدولية المفروضة عليه.

أحد رجال المعارضة المسلحة السورية يحمل صندوقًا يحتوي على حبوب “الكبتاغون”، بعد العثور على كميات كبيرة منه في ضواحي دمشق (رويترز)

ومنذ الانهيار السريع لحكم بشار الأسد، عُثر في مناطق مختلفة من سوريا على كميات كبيرة من أقراص “الكبتاغون” مكدّسة في مستودعات أو قواعد عسكرية.

وتقول إدارة العمليات العسكرية في سوريا إنهم عثروا على كمية هائلة من المخدرات، وتعهدوا بإتلافها.

واليوم الأربعاء، تم إتلاف المخدرات في “المربع الأمني” الذي كان يحظى إبان النظام السابق بحراسة مشددة في حي كفر سوسة بدمشق.

المصدر : الحزيرة مباشر

إعلان