“شيخ الثورة” أحمد الصياصنة يدخل المسجد العمري محمولا على الأعناق ويخاطب مسيحيي درعا (شاهد)

بعد سنوات من التهجير.. “لم أنم ليلة تحرير دمشق”

في مشهد مليء بالمشاعر والتأثر، ألقى الشيخ أحمد الصياصنة، المعروف بـ”شيخ الثورة”، كلمة حماسية ومؤثرة داخل المسجد العمري الكبير في درعا بعد عودته من المهجر عبر معبر نصيب.

وجاءت الكلمة خلال فعالية أقيمت في خيمة عزاء شهداء الثورة السورية، تكريمًا لضحايا القمع والاستبداد الذين رحلوا خلال سنوات طويلة من النضال.

واستهل الشيخ كلمته بتكبيرات متتالية وتهليل حماسي وسط تفاعل كبير من الحاضرين، مؤكدًا أهمية التكاتف والوحدة لبناء سوريا جديدة، خالية من الطائفية والاستبداد، وقال “نحن شعب عظيم، نريد الحرية، نريد البناء، نريد الرخاء. لقد قضينا ستين عامًا تحت القهر والاستبداد، وها نحن اليوم ننتفض لنعلن للدنيا أننا نرفض الطغيان ونريد أن نكون أحرارًا كما ولدتنا أمهاتنا”.

تكريم الشهداء

وتضمّنت الفعالية تكريمًا للشهداء، سواء المفقودين أو الذين قتلوا برصاص النظام المخلوع، ووجّه الشيخ الصياصنة تحية خاصة إلى ذوي الشهداء، قائلًا “عظّم الله أجركم، شهداؤنا خير منا، أرواحهم في قناديل الجنة. يا ليتنا كنا معهم، فالشهادة شرف عظيم”.

كما دعا في الكلمة التي ألقيت في المسجد العمري الكبير، الذي يُعد رمزًا للثورة السورية، إلى نبذ الكراهية وبناء سوريا على أسس العدل والمساواة، بعيدًا عن الانتهازية والطائفية.

وختم الشيخ الصياصنة كلمته بالتأكيد أن الشعب السوري ماضٍ في طريق البناء والنصر، قائلًا “نحن على الحق، وسنظل ندافع عن الحق حتى نحقق النصر بإذن الله”.

الصياصنة لمسيحيي درعا: لن ننسى فضلكم

وفي لقاء يعكس روح التآخي الوطني، اجتمع الشيخ أحمد الصياصنة، داخل المسجد العمري، مع القس جرجس رزق، راعي كنيسة سيدة البشارة، ليؤكدا وحدة الشعب السوري وأهمية التكاتف بين جميع مكوناته الدينية والاجتماعية.

واستهل الشيخ الصياصنة اللقاء بعبارات الشكر والامتنان للمسيحيين، مشيدًا بدورهم الإنساني أثناء الثورة، قائلًا “لن ننسى فضلكم عندما عالجتم جرحانا في كنائسكم. هذا واجب إنساني لا يُنسى”.

وبدوره، أكد رزق أن ما قام به المسيحيون لم يكن سوى واجب تجاه أبناء وطنهم، مضيفًا “كل إنسان فينا يستطيع أن يقوم بدور من أجل محبة الناس وخيرهم. نحن يد واحدة، وقلب واحد، وسوريا واحدة”.

أولى خطوات الثورة

وفي حديثه مع الجزيرة مباشر، استعاد الشيخ الصياصنة ذكرياته عن يوم 18 مارس/آذار 2011، الذي شهد انطلاق الثورة السورية من درعا، وتحدث عن لحظة خروج المتظاهرين من المسجد العمري وهم يكبرون ويهتفون، وعن استشهاد أول الضحايا، حسام عياش ومحمود الجوابرة، الذين أشعلت دماؤهما جذوة النضال ضد النظام.

وعبّر الصياصنة عن مشاعره عند سقوط النظام، قائلًا “لم أنم ليلة تحرير دمشق، واحتفلنا بالنصر في سفارة سوريا بقطر”، وأكد أن النصر تحقق بفضل الله وصبر الشعب السوري، معبّرًا عن تفاؤله بمستقبل سوريا رغم التحديات.

ودعا الشيخ السوريين إلى الوحدة ونبذ الخلافات لبناء وطن جديد يتجاوز آلام الماضي، قائلًا “علينا أن ننطلق نحو المستقبل بقوة وتفاؤل. الشعب السوري قادر على النهوض كما فعلت شعوب دُمرت في الحروب العالمية وأصبحت اليوم في مقدمة الأمم”.

كما أشار الصياصنة إلى حجم الدمار في درعا، حيث دُمّر منزله بالكامل، لكنه أكد تفاؤله بقدرة الشعب على تجاوز هذه المرحلة وبناء وطن قوي ومزدهر.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان