“بقايا منزلي أفضل من التهجير”.. فلسطيني في سوريا يعود لمنزله بمخيم اليرموك بعد 12 عاما (فيديو)
عاد الفلسطيني سامر جلوط إلى منزله المدمر في مخيم اليرموك القريب من العاصمة السورية دمشق، بعد سقوط النظام السوري السابق.
وقال سامر (53 عاما) للجزيرة مباشر، إن أصوله تعود إلى قضاء صفد التي تقع ضمن الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1948، لكنه ولد في مخيم اليرموك وقضى فيه أغلب حياته، حتى تعرض للتهجير من المخيم في بداية الثورة السورية، بعد قصف عنيف من قوات النظام السوري دمر أغلب أحياء المناطق الشرقية لدمشق وريفها في السنوات الأولى من الثورة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsمشاهد جديدة لأحد قصور ماهر الأسد في ريف دمشق (فيديو)
بعد انفجار مستودع صواريخ بحمص.. انفجار سيارة مفخخة أمام المسجد الكبير في منبج (فيديو)
الإدارة السورية تنأى بنفسها عن تصريحات محافظ دمشق بشأن إسرائيل.. والأخير يصدر توضيحا (فيديو)
ويستذكر سامر عشرات المحاولات التي سعى خلالها للوصول إلى منزله المدمّر، وكيف قدم الموافقات الأمنية والعسكرية حتى يستطيع دخول المخيم، لكنها باءت جميعها بالفشل، نتيجة تعتيم النظام السوري على ما حدث في المخيم من تدمير ممنهج وتهجير كامل لسكانه.
وبعد سقوط النظام وصل سامر إلى المخيم وشاهد أنقاض منزله المدمّر، حيث بدأ مع أفراد عائلته إصلاح ما يمكن إصلاحه، واصفًا بقايا منزله بأنه أفضل من التهجير وحياة الخيام.
وأوضح سامر أن الوضع الإنساني الحالي صعب في ظل غياب الخدمات الإنسانية المتنوعة عن مخيم اليرموك، لكنه أشار إلى أنه يفضل البقاء في مكان مدمّر على البقاء مهجرا في مدينة أخرى بعيدا عن ذويه وأقاربه والمكان الذي ولد فيه وعاش سنوات طويلة.
وقال سامر “في 2011 تهجرت من هون وقت صار قصف على المخيم طلعت أنا وأولادي وأمي، صار لي عايش أكثر من 12 سنة بالإيجار، والآن رجعت إلى هنا لما سقط النظام، كان بدك موافقة أمنية وحتى البيت كان مستملك مكتوب عليه إزالة واستملاك، لأن كان في مشروع إعمار للإيرانية، فكل المناطق هون كانت تابعة للإيرانيين، ماخذينها استملاك واحنا ما لنا تعويض فيها”.
ويضيف سامر متحدثا عن الصعوبات الحالية قائلًا “الآن رجعت أضبط بيتي، صح الوضع صعب وما في خدمات، بس بيظل أحسن إني أرجع لبيتي بدون إيجار، ونرجع نلتم احنا والعائلة وإخوتي، من 10 أيام اجتمعنا، وبنحاول نزبط البيت كلنا سوا. ما في مكان آخر بيخليني مرتاح نفسيا ومبسوط قد هون رغم أنو هون زي ما شايف دمار”.
ويتابع سامر قائلًا “كنا كلنا أنا وإخواني وأمي وأبوي عايشين بنفس البيت، وكان لكل واحد فينا في محل، كانت حياتنا الحمد لله لولا اللي صار. دمروه البيت تدمير، عندي أمل إني أرجع أبنيه حتى لو محل واحد”.
وروى سامر للجزيرة مباشر تجربة تهجيرهم بقوله “تهجرنا من المخيم وقت ضربت الطيارة، كان الطيارة الميغا عم تضرب، قصفت المساجد اللي جنبنا، فخفنا وقتها على أولادنا وطلعنا بأواعينا (ملابسنا) زي ما احنا ما أخدنا شيء معنا، كنا احنا عم نشيل جثث العالم اللي بالشارع”.
وعن تجربته في الاعتقال لدى النظام قال سامر “لما اعتقلوني كنت طالع أنا وأخي على الحاجز، أخي لأنه موظف ما قربوا عليه، أنا اعتقلوني وتهمتي كانت إني بس من مخيم اليرموك، كانوا يحكوا لي: أنت كم مظاهرة طلعت ومع مين التحقت؟ لحد الآن آثار التعذيب على رجلي”.
وأكد سامر أنه ما زال متمسكا بالأمل، وأضاف “إن شاء الله الأيام اللي جايه بدها تكون أحلى من اللي مرقت، إن شاء الله ربنا بيعوضنا بالـ12 أو 13 سنة اللي تعبنا فيهم، وعايشين على أمل أن نرجع نعيش بكرامتنا، وبين أهلي وجيراني”.