الحرب تجبر نازحا في دير البلح على صنع أفران الطين من جبل “تل الرقيش” الأثري (فيديو)

أوقات عصيبة

مع استمرار حرب الإبادة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزة، وانقطاع الغاز والكهرباء في القطاع، لجأ النازح عمار بردع إلى صناعة أفران طينية مستعينًا بمواد من جبل تل الرقيش الأثري، الذي يقع على الساحل الغربي لمدينة دير البلح على البحر المتوسط وسط قطاع غزة.

عن تجربته، قال عمار بردع للجزيرة مباشر “أجبرتني الحرب وانقطاع الغاز والكهرباء على صناعة أفران الطين”.

وأضاف أنها “أصبحت مصدر دخل يسهم في إعالة أسرتي في هذه الأوقات العصيبة”.

وقالت زوجته “منذ أن بدأ زوجي صناعة أفران الطين، وقفنا بجانبه وساعدته. الفكرة أحبها الجميع، وأصبحت مطلوبة داخل مخيمات النزوح لأنها تسهّل عملية الطهي”.

“أعادتنا إلى أيام العصر الحجري”

وقال النازح عدي عليوة، أحد زبائن عمار “واجهت صعوبة كبيرة في تحضير الطعام بسبب نقص الغاز. وعندما رأيت أبو نزار (عمار) يصنع أفران الطين، اشتريت واحدًا واستخدمته، وكانت النتيجة رائعة وسهّلت عملي، حتى أسعاره جميلة. الحرب أعادتنا إلى أيام العصر الحجري، ونتمنى أن تنتهي سريعًا لنعيش حياتنا الطبيعية مجددًا”.

جبل تل الرقيش الأثري

تحدَّث خليل الغندور، مسؤول المواقع الأثرية سابقًا، عن تاريخ جبل تل الرقيش، قائلًا “الجبل يعود إلى العصر الروماني، وكان يحتوي على مبانٍ طينية عميقة ومقابر وفخار وزجاج وعملة رومانية، وكان محاطًا بسور من اللبن الطيني. الطلاب كانوا يزورونه للأبحاث والدراسة”.

وأوضح الغندور أن نزوح الناس أدى لتحويل الجبل إلى مخيمات مما تسبب في تدميره، موضحًا بحزن “الجبل أصبح محطًّا للنفايات ومياه الصرف الصحي، ويُستخدم طينه لصناعة أفران الطين لانعدام الغاز. عندما أرى الأماكن الأثرية تُدمر أشعر بالألم، فقد كانت مقصدًا للسياح والباحثين، واليوم لم يعد له وجود بسبب الحرب”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان