برد غزة يقتل الأطفال.. رضيع خامس يفارق الحياة خلال أسبوع (شاهد)

أعلنت مصادر طبية فلسطينية، اليوم الأحد، وفاة رضيع يبلغ من العمر شهرًا واحدًا في قطاع غزة، جراء البرد القارس، ليصبح الضحية الخامسة بين الأطفال الرضع الذين فقدوا حياتهم بسبب البرد خلال أقل من أسبوع.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن المصادر أن حالة الرضيع كانت قد تدهورت بسبب البرد داخل خيمة في دير البلح وسط قطاع غزة، حيث يعاني السكان أوضاعًا معيشية صعبة مع استمرار الحصار.

وأشارت المصادر إلى أن أربعة أطفال آخرين، تتراوح أعمارهم بين 4 أيام و21 يومًا، لقوا حتفهم قبل أيام بسبب البرد الشديد. وأضافت أن انعدام الأمن الغذائي بين الأمهات أسفر عن ظهور حالات مَرَضية جديدة بين الأطفال، مما يزيد من تدهور الوضع الصحي في القطاع المحاصر.

صرخة الأب المفجوع

وفي مشهد مؤلم يعكس عمق المعاناة الإنسانية في قطاع غزة، ناشد والد الطفل المسلمين والعالم أجمع التدخل بعد فقدانه أطفاله وزوجته وأفراد عائلته بسبب الجوع والبرد.

وقال الأب المكلوم “ماتوا ولادي، ماتت أختي، ماتوا نسايبي، ماتوا ولاد أخوي، إحنا في الشارع، لا بطاطين، ولا مأوى، لا شيء يحمينا من السقعة والجوع”.

وأضاف “نعيش في الشارع مع أطفالنا، نلف أنفسنا بما تبقى لدينا من أغطية ممزقة، نحن 8 أشخاص نعيش بأربع بطانيات فقط”.

تحذير من منخفض جوي شديد

ومن جانبه، أصدر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة بيانًا صحفيًا، اليوم الأحد، حذر فيه من منخفض جوي عالي الفعالية يُتوقع أن يؤثر بشكل كبير على القطاع خلال الساعات والأيام المقبلة. وأشار البيان إلى أن هذا المنخفض قد يتسبب بهطول أمطار غزيرة تتراوح بين 60-80 ملم، مع احتمال رياح قوية وارتفاع الأمواج لأكثر من مترين، مما يزيد من مخاطر تدمير خيام النازحين المتضررة بالفعل.

وأوضح البيان أن مليوني نازح يعيشون في ظروف إنسانية كارثية نتيجة جرائم الاحتلال الإسرائيلي التي دمرت مئات الآلاف من المنازل، وأجبرت الأهالي على اللجوء إلى خيام تفتقر لأدنى مقومات الحياة الكريمة. وذكر أن 110 آلاف خيمة من أصل 135 ألفا أصبحت غير صالحة للاستخدام، مما يجعل النازحين في مواجهة مباشرة مع مخاطر البرد والصقيع القاسي.

واتهم المكتب الإعلامي الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب “جرائم إبادة جماعية” متواصلة منذ أكثر من 450 يومًا، محمّلًا الاحتلال والإدارة الأمريكية والدول الداعمة له المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة. ودعا المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لحل الأزمة الإنسانية ووقف الانتهاكات الإسرائيلية، وتوفير المأوى والدعم اللازم للنازحين.

أطفال غزة يتجمدون

من جانبه، صرَّح المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، أمس السبت، بأن أطفال غزة يتجمدون حتى الموت بسبب البرد الشديد وعدم توفر المأوى المناسب. وأوضح أن البطانيات والمراتب وغيرها من مستلزمات الشتاء ما زالت عالقة منذ أشهر بانتظار الموافقة على دخولها إلى القطاع.

ويعيش قطاع غزة في ظروف إنسانية صعبة نتيجة الحصار المستمر، حيث تعاني العائلات نقصًا حادًّا في الموارد الأساسية، مما يفاقم معاناة الأطفال والرضع في مواجهة الطقس البارد.