“اختراق الجدار الذكي والسيناريو المستحيل”.. نشر نتائج تحقيق إسرائيلي في إخفاق 7 أكتوبر
اعتقدوا أن مخطط “جدار أريحا” سيناريو مستحيل
نشرت القناة 12 الإسرائيلية، مساء الاثنين، استنتاجات لجنة تحقيق شكّلها الجيش الإسرائيلي بشأن الإخفاق في مواجهة هجوم مقاتلي حركة حماس على إسرائيل صبيحة 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفي هجوم مباغت هزّ جيش الاحتلال، اجتاحت حركة حماس وفصائل فلسطينية في ذلك اليوم، 11 قاعدة عسكرية و22 مستوطنة بمحاذاة غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين، ردًّا على اعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى.
وتسبب الهجوم في حالة إرباك في إسرائيل على كافة المستويات، وسط اتهامات لحكومة نتنياهو بفشل التنبؤ بالهجوم الذي اعتبره مسؤولون إسرائيليون أكبر خرق استخباري في تاريخ تل أبيب.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية، أنه من المقرر عرض التحقيق على رئيس الأركان هرتسي هاليفي، خلال أسبوعين، كما أنه من المتوقع أن يتخذ هاليفي قرارات بشأن بعض القادة في الجيش.
المفهوم الخاطئ للأمن
وتوصلت اللجنة إلى استنتاجات مفادها أن المفهوم الخاطئ للأمن شكّل استجابة غير مناسبة للتهديدات، مشيرة إلى اعتقاد القيادة الجنوبية أن هذا السيناريو مستحيل.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsترامب يلغي عقوبات على إسرائيليين متطرفين في الضفة المحتلة.. وبن غفير وسموتريتش يعلقان
الاحتلال يضيّق على محافظات الضفة الغربية ومستوطنون يهاجمون ممتلكات الفلسطينيين (فيديو)
إحراق منازل ومركبات.. إصابة 21 فلسطينيا بهجوم مستوطنين بالضفة وحماس تدعو لتصعيد المقاومة (فيديو)
ورأت اللجنة أن القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي اعتقدت أن مخطط “جدار أريحا” سيناريو مستحيل، واعتبرت الوثيقة لاغية، ونتيجة لذلك لم يتم اتخاذ الإجراءات المناسبة.
و”جدار أريحا” هو وثيقة تم تقديمها إلى رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي (أهارون حاليفا الذي استقال في إبريل/نيسان 2024) وقيادة المنطقة الجنوبية في مايو/أيار 2022.
وتناولت الوثيقة بالتفصيل، خطط حماس للهجوم، لكن كبار المسؤولين أوصوا بعدم التركيز عليها لأن حماس لا تملك القدرة على تنفيذها.
وذهبت استنتاجات لجنة التحقيق إلى أن السيناريو الأشد خطورة الذي أعدت له إسرائيل هو تسلل مجموعة أو اثنتين أو ثلاث مجموعات من حماس في وقت واحد.
وكان هناك اعتقاد خاطئ بأن الجدار الذكي على حدود غزة غير قابل للاختراق، وأن الاستخبارات ستحذر مسبقا من أي هجوم غير عادي يتم التخطيط له، وفق الاستنتاجات.
وكشفت لجنة التحقيق العسكرية عن اعتماد مفرط على التدابير التكنولوجية في السياج الحدودي (الجدار الذكي) مثل أجهزة المراقبة والكاميرات والأنظمة التي انهارت الواحدة تلو الأخرى خلال الهجوم.
“الجدار الذكي”
واستغرق بناء إسرائيل “للجدار الذكي” على طول الحدود مع غزة نحو 4 سنوات، ويبلغ طوله 65 كيلومترًا بارتفاع 6 أمتار، ويصل عمقه إلى نحو 40 مترًا تحت الأرض.
ويحتوي الجدار على أجهزة استشعار للكشف عن محاولات اختراقه أو الحفر أسفل منه، وأسلحة ذكية يمكن التحكم بها عن بُعد، وكاميرات ورادارات، وغرفة للقيادة والتحكم.
وخلص تحقيق الجيش الإسرائيلي إلى أن تضاؤل قوات الأمن الإسرائيلية على طول الحدود أدى إلى تفوق عددي لصالح مقاتلي حماس، بحسب ما ذكرت القناة الإسرائيلية.
وختمت القناة تقريرها بالقول “في الواقع، لم يفهم الكثير من الناس ما كان يحدث، ولم يتعاملوا معه بشكل صحيح”.
“سيتم عرضه بشفافية”
من جانبه، قال متحدث باسم جيش الاحتلال إن التحقيق في تلك الأحداث يجري ويسير وفقا للمجهود الحربي، وفي الوقت نفسه يتم استيعاب الدروس كجزء من عملية التعلم. وعندما ينتهي التحقيق سيتم عرضه على الجمهور بشفافية، على حد قوله.
واعترف مسؤولون إسرائيليون بمسؤوليتهم عن الإخفاق في ذلك اليوم، بينما يرفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ذلك، كما يتنصل من تشكيل لجنة تحقيق رسمية بالأحداث التي اعتبرها مراقبون أكبر خرق أمني واستخباري في تاريخ إسرائيل.
ومنذ ذلك اليوم، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.