تحليل: أخطاء السياسة الأمريكية بالبوسنة تعرقل جهود تحقيق أمن الطاقة في أوروبا

جمهورية البوسنة والهرسك، إحدى جمهوريات الاتحاد اليوغوسلافي السابق
جمهورية البوسنة والهرسك إحدى جمهوريات الاتحاد اليوغوسلافي السابق (الجزيرة - أرشيف)

نشرت مجلة ناشونال إنترست الأمريكية تحليلًا حول أزمة خط أنابيب الربط الجنوبي للغاز الطبيعي الذي تنفذه كرواتيا وتستهدف مده إلى جمهورية البوسنة والهرسك المجاورة لنقل الغاز الطبيعي الأمريكي إليها وإنهاء اعتمادها على استيراد الطاقة من روسيا.

ذكر التحليل أن هذه الأهمية الاستراتيجية للمشروع يُمكن أن تساعد في جعل الولايات المتحدة أكبر مورد للغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا.

كما تريد كرواتيا تمديد خط أنابيب نقل الغاز إلى دول أخرى في المنطقة.

لكن وزارة الخارجية الأمريكية تعرقل خطة تمديد خط أنابيب الربط الجنوبي إلى البوسنة والهرسك بسبب ما تعتبره مشروع بناء الدولة البوسنية الذي يستهدف إجبار الأقليتين الكرواتية والصربية في جمهورية البوسنة والهرسك على التخلي عن هويتيهما وتبني الهوية البوسنية، رغم أن كثيرا من البوسنيين المسلمين أنفسهم حصلوا على الجنسية الكرواتية.

الغاز الروسي يؤزم العلاقة بين موسكو والعواصم الغربية
الغاز الروسي يؤزم العلاقة بين موسكو والعواصم الغربية (رويترز)

اتهامات متبادلة

انتقد نائب رئيس البرلمان البوسني ملادن بوسكوفيتش القانون قائلا إنه “تمت صياغة هذا القانون بطريقة تم بها استبعاد الكروات من المشاركة في عملية تصميم وتوجيه خط أنابيب الغاز. وهو ما يجعل جميع قرارات الشركة تحت السيطرة الكاملة للطرف البوسني”.

ووجه الرئيس الكرواتي زوران ميلانوفيتش، أحد مؤيدي خط الأنابيب توبيخًا حادًّا للسفير الأمريكي المنتهية ولايته مايكل مورفي قائلًا إن هناك “جهات أجنبية تسعى لإذلال دولة البوسنة والهرسك وتفكيكها بشكل منهجي”.

هذا في الوقت الذي اتهم فيه السفير الأمريكي النواب الكروات في البوسنة علنًا بالتواطؤ مع روسيا لمعارضتهم للقانون، واتهم زعيمهم بالسعي إلى “المنافع السياسية والاقتصادية الشخصية”.

ووفقا لوسائل الإعلام المحلية، فقد هدد مورفي هؤلاء النواب بفرض عقوبات عليهم. كما هدد الدبلوماسيون الأمريكيون البرلمانيين المسلمين، بالفصل من البرلمان إذا صوتوا ضد مشروع القانون.

الرابحون والخاسرون

يقول ماكس بريموراك، في مجلة ناشونال إنترست، إن روسيا هي المستفيد الأكبر من هذا القانون الذي ضغط السفير الأمريكي من أجل تمريره، لأنه من غير المرجح مضي كرواتيا قدما في مشروع خط الأنابيب، لاستبعاد الأقلية الكرواتية من المشروع.

كما تستفيد الصين من التوترات المتنامية داخل أوروبا، وكذلك تستفيد تركيا، نظرا لعلاقاتها القوية مع القيادة المسلمة في سراييفو، وطموحها العالمي للترويج للإسلام السياسي.

في المقابل تضم قائمة الخاسرين الكروات البوسنيين الذين لا يرون أن لهم مصلحة كبيرة في دولة تعاملهم كمواطنين من الدرجة الثانية، كما أن قانون مورفي يقوض احتمالات تأمين الهيمنة الأمريكية على سوق الطاقة في أوروبا.

المصدر : الألمانية

إعلان