إعدام ميداني وحرق وتسوية السكان بالأرض.. شهادات مرعبة في ذكرى مجزرة دير بعلبة (شاهد)

ضرب بالكيميائي

في أواخر عام 2012، وبعد معركة دامت قرابة ثلاثة أشهر بين الثوار وقوات الأسد في حي دير بعلبة بمحافظة حمص وسط سوريا، انسحب الثوار تحت وطأة القصف العنيف. واجتاحت قوات بشار الأسد الحي مرتكبة مجزرة مروعة بحق المدنيين باستخدام الأسلحة الكيميائية وغيرها من الأسلحة المدمرة.

ورغم مرور السنين على المذبحة، فإن أحداثها بقيت ماثلة في ذاكرة أهالي الحي ولم تُمح السنوات رعب ما عاشوه، حيث روى شهود عيان للجزيرة مباشر في ذكرى المجزرة الـ12، الصور المروعة والذكريات الأليمة التي شهدوها للأحداث التي راح ضحيتها مئات المدنيين السوريين.

“ضرب كيماوي”

وتحدث أحمد رحال، وهو ناشط سوري وشاهد على المجزرة، عما ما فعل نظام الأسد بدير بعلبة المكتظ بالمدنيين خلال معاركه ضد الثوار، بقوله “عندما اقترب الشباب (المعارضين) باتجاه البياضة النظام حس أنه رح ينفتح الطريق باتجاه حمص فضرب كيماوي”.

وقال رحال إن النظام قام بتمشيط المزارع التي يقطنها مدنيون واعتقل كل شاب موجود فيها وجمع 350 شخصا من هؤلاء وعمل مسيرة مزيفة مؤيدة للأسد، وأدخلهم بعدها إلى جامعة البتروكيمياء وقتل العديد منهم هناك، وأخرج منها 3 فانات (شاحنات نقل كبيرة) إلى المعتقلات، والعشرات منهم مفقودون حتى الآن.

وبحسب توثيق أحمد ونشطاء آخرون، هناك 423 شخصا بين قتيل ومفقود منذ بداية عام 2013، وجميع المفقودين لم يظهر لهم أثر بعد سقوط النظام.

“تسوية سكانها بالأرض”

من جهته، أشار روني النبهان، وهو مقاتل في الجيش الحر وشاهد، إلى أن أبنية دير بعلبة معظمها تتكون من طابق واحد وأن أي سلاح كفيل بتسوية سكانها بالأرض.

وأضاف روني راويًا ما حدث عندما اشتد عدوان النظام على دير بعلبة “العائلات احتمت بقبو تحت المدرسة، ما يعادل 55 شخصا بين أطفال ونساء و5 رجال.. قوات النظام خرقت حيط المدرسة وفاتت ولم نكن نعلم وجودهم في المكان حينها لكثرة الضغوطات حولنا، كان عندنا مصابون كثير وكنا بندفن في قلب البيوت صدقا”.

إعدام ميداني وحرق

وأردف النبهان قائلا “أخذوا الأطفال والنساء وكل من في القبو وقتلوا الـ5 رجال في باحة المدرسة بالرشاش، هذا المجرم (الأسد) فاق تفكيرنا، فعلق النساء والأطفال في اليوم التالي على مدارس ومداخل الحي وعلى البيوت وهم مقتولون بالإعدام الميداني”.

واستطرد عن أهوال مجازر النظام، بقوله “جابوا أهالي من بعض القرى اللي جنبنا مكرهين والجيش حملهم بسيارات زبالة بحسب الروايات ودفنهم في مقابر جماعية وحرقهم وطمرهم بالتراب”.

وبين الثاني والتاسع من إبريل/نيسان 2012، نفذت قوات الأسد والمليشيات الطائفية إحدى أكبر المجازر الطائفية في حي دير بعلبة بحمص، وراح ضحيتها أكثر من 200 قتيل، بينهم أطفال ونساء اغتُصبن قبل قتلهن. تلتها المجزرة الثانية في 29 ديسمبر/كانون الأول 2012، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 220 شخص.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان