يديعوت أحرونوت: قرار لاهاي يزيد الضغوط ضد الجنود الإسرائيليين بالخارج وسط مخاوف من اعتقالهم

المارد الذي يطارد جنود الاحتلال بالخارج

رشيدة طليب قالت إن مذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت قرار طال انتظاره
المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرات اعتقال ضد نتنياهو وغالانت (رويترز)

أدى قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرات اعتقال ضد نتنياهو وغالانت إلى زيادة الضغوط الدولية ضد الجنود الإسرائيليين وخاصة ممن شاركوا في الحرب على غزة.

وذكرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية في تقرير اليوم الأربعاء، أن الجيش الإسرائيلي بات يقيّم خطورة كل بلد يسافر الجنود إليها، مع التركيز على من شاركوا في العمليات العسكرية بقطاع غزة.

وكشفت الصحيفة، أن جنودا وضباطا إسرائيليين شاركوا في العمليات في العسكرية بغزة، تلقوا تعليمات من الجيش الإسرائيلي بعدم السفر إلى الخارج، تجنبًا للاعتقال أو التحقيق.

"وول ستريت جورنال" تنقل شكوى جنود إسرائيليين من طول أمد الحرب في غزة
جنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة (رويترز)

مخاطر الاعتقال والقوائم السوداء

وألزم جيش الاحتلال الإسرائيلي الضباط والمقاتلين العاملين في غزة الذين كانوا يعتزمون السفر إلى الخارج بالامتناع عن القيام بذلك” كما يُطلب من الجنود الذين خدموا في قطاع غزة إزالة وثائق القتال”.

وقالت صحيفة (يديعوت أحرونوت) إن الجيش الإسرائيلي، طالب الجنود بإزالة صور وفيديوهات توثق القتال من شبكات التواصل الاجتماعي لتجنب استخدامها كأدلّة ضدهم.

وأشارت في هذا الصدد إلى أن منظمات حقوقية تراقب منشورات الجنود على شبكات التواصل، وتقدم شكاوى قانونية في حال تحديد مواقعهم.

كما أشارت الصحيفة الإسرائيلية، إلى أن منظمات مؤيدة للفلسطينيين أعدت “قوائم سوداء” تضم أسماء وصور الجنود الذين شاركوا في العمليات بغزة، مما يشكّل خطرا قانونيًا وأمنيًا عليهم.

آثار التعذيب على أسرى فلسطينيين يعالجون بمستشفى شهداء الأقصى- 1يوليو (الفرنسية)

وقالت يديعوت أحرونوت، إن فيديوهات وثقها الجنود في غزة نشرت في صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية، أظهرت مشاهد قد تُعتبر انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني.

ويشير التقرير إلى أن عشرات المنظمات الحقوقية الدولية، خصوصًا في أوروبا، تتابع عن كثب أنشطة الجنود الإسرائيليين على شبكات التواصل الاجتماعي.

وتُستخدم هذه المواد كأدلة تُقدَّم للنيابات العامة أو المحاكم في الدول المختلفة، بهدف فتح تحقيقات أو إصدار أوامر اعتقال بحقهم، بحسب ما جاء بتقرير الصحيفة.

كما أفاد التقرير بأن هذه المنظمات تسعى إلى مراقبة أي منشورات قد تكشف عن وجود الجنود في دول مثل بلجيكا أو فرنسا أو الولايات المتحدة، لتقديم شكاوى فورية ضدهم.

وزير الدفاع الإسرائيلي المقال يوآف غالانت (يسار) ورئيس الأركان هرتس هاليفي (الفرنسية)

مخاوف الجنود

ويقول التقرير إن الجنود يشعرون بأنهم مستهدفون بشكل مباشر، وإن أي خطأ بسيط مثل نشر صورة أثناء إجازتهم قد يعرضهم لخطر الاعتقال.

وقال جندي إسرائيلي لصحيفة يديعوت أحرونوت “بات يتعيّن علينا أن نخفي كل شيء الصور والمقاطع، وحتى المواقع التي نزورها، وإلا فإننا سنكون في خطر دائم”.

وأضاف آخر “في اللحظة التي ننشر فيها “شيء ما” على وسائل التواصل الاجتماعي، تصبح حياتنا مهددة، ليس فقط قانونيًا، بل أمنيًا أيضًا”.

وللحد من هذه التهديدات، شكلت الحكومة الإسرائيلية فريقًا يضم ممثلين عن وزارتي العدل والخارجية بالإضافة إلى دائرة القانون الدولي في النيابة العسكرية.

ويعمل الفريق على تقديم تقييم دوري للمخاطر التي قد تواجه الجنود والضباط في مختلف الدول، كما وظفت إسرائيل محامين محليين في عشرات الدول لمتابعة القوانين والتطورات القانونية المتعلقة بدولة إسرائيل وعملياتها العسكرية.

غزة جباليا شهداء
تسببت الحرب في استشهاد أكثر من 22 ألف فلسطيني، أكثر من 40% منهم من الأطفال (رويترز)

التهديد الأكثر خطورة

ورغم أن النيابة العسكرية الإسرائيلية ترى أن المحكمة الجنائية قد تركز على الضباط الكبار وليس الجنود أو الضباط الصغار، إلا أن الخوف يبقى قائمًا من ملاحقة قادة ألوية أو ضباط يعملون تحت إمرة “قيادة الجبهة الجنوبية”.

ووصف التقرير هذا التهديد بأنه “الأكثر خطورة”، حيث يمكن أن تُستخدم الأدلة المجمعة من مواقع التواصل الاجتماعي أو وسائل الإعلام لتبرير ملاحقات قضائية.

ويختم التقرير بالتحذير من أن استمرار نشر محتويات توثق العمليات العسكرية يسبب ضررًا كبيرًا لصورة إسرائيل على الساحة الدولية، ما دفع خبراء قانونيين للتأكيد على أن هذه المواد قد تُستخدم كأدلة على انتهاكات محتملة للقانون الإنساني الدولي.

“لا شيء يمكنه حماية جنودنا”

وتعليقا على تقرير يديعوت احرونوت، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية (يائير لابيد) على منصة إكس إن حماية الجنود تكون من خلال تحقيق رسمي.

وكتب “لا شيء يمكنه حماية جنودنا من محكمة لاهاي سوى إجراء تحقيق رسمي.. هؤلاء الجنود يقومون بحمايتنا لكن الحكومة تتركهم لمصائرهم لاعتبارات سياسية ضيقة”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان