بايدن يسعى لإصدار عفو استباقي عن وجوه بارزة قد يستهدفها ترامب بـ”تدابير انتقامية”

بينها معارِضة شرسة لترامب

الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب- واشنطن 13 نوفمبر (رويترز)

يدرس الرئيس الأمريكي جو بايدن، إصدار قرارات عفو استباقية عن عدد من الوجوه البارزة في إدارته ممن يمكن أن تستهدفهم إدارة دونالد ترامب بتدابير انتقامية، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام أمريكية.

ومن بين أولئك الذين قد يُمنحون عفوا، المستشار الخاص السابق للبيت الأبيض لشؤون كوفيد-19 أنتوني فاوتشي، والنائبة الجمهورية السابقة ليز تشيني التي تحوّلت إلى معارضة شرسة لترامب.

الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الذي لم يقرّ يوما بهزيمته في انتخابات 2020، لم يخف رغبته بالانتقام من معارضين ومن أولئك الذين يدّعي أنهم سرقوا منه الانتخابات.

الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال إحاطة في البيت الأبيض (الفرنسية)

“عفو دون تهمة”

وناقش بايدن مع مستشارين له إمكان استخدام صلاحياته الدستورية لإصدار عفو استباقي عن أشخاص، حتى وإن لم توجّه إليهم بعد أي تهمة، قبل خروجه من البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني.

وكانت صحيفة (بوليتيكو) الإلكترونية، أول من أفاد بتداول نقاشات تحدثت عنها لاحقا (نيويورك تايمز) و(سي بي اس نيوز) و(واشنطن بوست).

ولم تؤكد المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار، أمس، صحة التقارير، لكنها قالت إن الرئيس بايدن “بصدد درس قرارات عفو أخرى وتخفيف لعقوبات”.

ويوم الأحد، أثار بايدن جدلا عندما أصدر عفوا عن ابنه هانتر الذي كان مقرّرًا أن يُحكم عليه في ديسمبر/كانون الأول الحالي، في قضايا تتّصل بشراء أسلحة واحتيال ضريبي.

وكان بايدن قد قال مرارا إنه لن يمنح ابنه عفوًا رئاسيًا، وهو أمر أعاد البيت الأبيض تأكيده في سبتمبر/أيلول.

كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة الدكتور أنتوني فاوتشي (رويترز)

لائحة العفو المحتملة

وقد قد تضم لائحة المستفيدين من أي عفو محتمل، لحمايتهم من انتقام ترامب، النائب الديموقراطي عن كاليفورنيا آدم شيف الذي أدى دورا رئيسا خلال أول إحالة لترامب أمام مجلس الشيوخ لعزله، والجنرال المتقاعد مارك ميلي.

وميلي الذي كان رئيسا لهيئة الأركان المشتركة خلال ولاية ترامب الرئاسية الأولى، قال في تصريح سابق للصحفي (بوب وودوارد) إن ترامب “فاشي”، وهو “أخطر شخص على هذا البلد”.

وفي معرض تعليقه على التقارير، عارض شيف الخطوة، وقال في تصريح صحفي “لا أعتقد أن فكرة إصدار عفو شامل من أي نوع هي فكرة جيدة، وأنا لا أنصح بها”، مشيرا إلى أنه أبلغ البيت الأبيض بموقفه هذا.

رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي، آدم شيف (غيتي)

وسيشرف على هذه الملاحقات القضائية كاش باتيل الذي اختاره ترامب مديرا لمكتب التحقيقات الفدرالي، الذي توعد بملاحقة، الذين ساعدوا بايدن في تزوير الانتخابات الأمريكية.

وقال باتيل الذي شغل منصبا رفيعا خلال ولاية ترامب الرئاسية الأولى، إنه بصفته رئيسا لمكتب التحقيقات الفدرالي “سيلاحق أولئك الذين ساعدوا جو بايدن في تزوير الانتخابات الرئاسية”.

وفي منشور له على منصته “تروث سوشال”، كتب ترامب في سبتمبر/أيلول، أنه سيحرص بعد فوزه في الانتخابات على “ملاحقة أولئك الذين زوّروا بأقصى ما يسمح به القانون”.

وللولايات المتحدة تاريخ طويل من قرارات العفو الرئاسية التي تصدر في نهاية الولاية.

الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب
ترامب قال إنه سيحرص على “ملاحقة الذين زوّروا بأقصى ما يسمح به القانون” (رويترز)

ترامب يعفو عن متهمين بجرائم وجنح

وفي يومه الأخير في البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني عام 2021 أصدر ترامب عفوا عن 74 شخصا متّهمين بجرائم وجنح مختلفة، بينهم كبير مستشاريه السابق للشؤون الاستراتيجية ستيف بانون والمدير السابق لحملات التبرع لصالح الجمهوريين إيليوت برويدي.

وفي سبتمبر/أيلول عام 1974، بعد شهر على استقالة ريتشارد نيكسون من سدّة الرئاسة إبان فضيحة ووترغيت، أعلن خليفته جيرالد فورد “عفوا كاملا” عن أي جرائم ضد الولايات المتحدة قد يكون ارتكبها نيكسون أثناء توليه الرئاسة.

لكن يبدو أن قرارات العفو الاستباقية التي تفيد تقارير بأن بايدن يدرس إصدارها لتحصين أشخاص من ملاحقة قضائية قد لا تحدث، تشكّل سابقة.

المصدر : الفرنسية

إعلان