فايننشال تايمز: هكذا قاد “الجولاني” عملية تحوُّل كبرى مكّنته من إسقاط نظام الأسد

أشار التقرير كذلك إلى تحديات في العلاقة مع الغرب

احتفالات في المدن السورية بسقوط نظام الأسد
احتفالات في المدن السورية بسقوط نظام الأسد (رويترز)

ذكرت صحيفة فايننشال تايمز في تقرير لها أن النجاح السريع للعملية التي قادها أحمد حسين الشرع، المُلقب “الجولاني”، قائد غرفة عمليات الفصائل السورية المسلحة، ضد نظام بشار الأسد هو “نتيجة سنوات من التحضير الدقيق من جانب الشرع بحيث تمكن من إحياء هيئة تحرير الشام التي كانت على وشك الانهيار قبل خمس سنوات”.

من جانب آخر، أظهر التقدم السريع لفصائل المعارضة في المدن السورية هشاشة نظام الأسد، حيث انهارت قواته المسلحة -التي ظلت فترة طويلة مدعومة من روسيا وإيران وحلفائها- بسرعة مكّنت فصائل المعارضة من السيطرة على المدن السورية واحدة تلو الأخرى.

عملية تحوُّل لهيئة تحرير الشام

وأضافت الصحيفة أن الشرع جعل جماعته الإسلامية، هيئة تحرير الشام “أكثر اعتدالًا، وبنى قدراتها العسكرية، وأنشأ حكومة بقيادة مدنية”.

وأشارت الصحيفة إلى أن عملية التحول التي قادها الشرع (42 عامًا) ظهرت بوضوح خلال الهجمات التي قادتها الفصائل المسلحة ضد نظام الأسد، حيث تواصَل الشرع مع القبائل وفصائل المعارضة الأخرى والأقليات التي أمر بحمايتها.

وذكرت الصحيفة أن الشرع تواصل حتى مع روسيا التي حمت نظام الأسد لسنوات، مؤكدًا لموسكو أنه ستكون هناك أرضية مشتركة معها في إعادة بناء سوريا.

ووصف آرون زيلين، الخبير في شؤون الجهاد، التحركات التي قام بها بقوله “يعرف الجولاني بذكاء شديد كيف ينتقي لحظاته ويستفيد منها”.

أحمد الشرع قائد هيئة تحرير الشام (غيتي – أرشيفية)

النضال لتحرير سوريا

وكان الجولاني، الذي وُلد عام 1982، قد قضى السنوات السبع الأولى من حياته في السعودية، حيث كان والده يعمل مهندس بترول، وبعدها عاد إلى دمشق التي انتقل إليها جده بعد احتلال إسرائيل لمرتفعات الجولان السورية.

وتوجه الشرع إلى العراق في عام 2003 للتصدي للغزو الأمريكي، وقاتل القوات الأمريكية لسنوات حتى تم أسره وإيداعه بسجن “معسكر بوكا”، وأُطلِق سراحه قبل فترة وجيزة من قيام الثورة السورية عام 2011.

ومع انطلاق الثورة عاد الشرع إلى سوريا، واستطاع تكوين جماعة تقوم على فكرة النضال لتحرير سوريا.

تحديات في العلاقة مع الغرب

وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم هذا التحول من جانب الشرع فإن هيئة تحرير الشام التي يقودها ما زالت مصنَّفة “جماعة إرهابية” من الولايات المتحدة، التي سبق أن رصدت مكافأة قيمتها 10 ملايين دولار لمن يعتقله، الأمر الذي “سيعقّد سعيه لإقامة علاقات مع الغرب وقيادة سوريا”، وفق ما ذكرت الصحيفة.

ونقلت الصحيفة عن دارين خليفة، الباحثة في مجموعة الأزمات الدولية، ومقرها بروكسل، التي التقت الشرع مرات عدة منذ عام 2019، أنه ومجموعة المستشارين الشباب المحيطين به “متعلمون بشكل جيد جدًّا، ويفهمون العالم الخارجي، وليست لديهم عقلية من يعيشون في قبو معزولين عن العالم”.

وأشار الشرع في مقابلة مع دارين، بعد سيطرة المعارضة على حلب الأسبوع الماضي، إلى احتمال حل هيئة تحرير الشام، وأنه سيتم احترام النسيج الاجتماعي لمدينة حلب وتنوعها.

المصدر : فايننشال تايمز

إعلان