الحرب في السودان تكمل شهرها العاشر.. والجيش والخارجية يردان على “مزاعم متداولة”
هل حرر الجيش السوداني مدينة ود مدني؟
أكملت الحرب بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شهرها العاشر، فيما نفت وزارة الخارجية “مزاعم بعض الوسائط الإعلامية” بمنع الحكومة إيصال المساعدات إلى بعض المناطق.
وقال شهود عيان للجزيرة مباشر، اليوم الخميس، إن مقاتلة تابعة للجيش أغارت على عدد من مواقع الدعم السريع في أحياء الرياض والعمارات شرقي العاصمة، فيما سمعت أصوات المضادات الأرضية التابعة لقوات الدعم وهي تحاول التصدي للمقاتلة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsحميدتي يتهم مصر بمساعدة الجيش السوداني في الحرب
مصر ترد على اتهامات حميدتي لها بقصف قوات الدعم السريع
حميدتي يتهم مصر بالمشاركة في قصف قوات الدعم السريع (فيديو)
من ناحيته، نفى الجيش صحة المعلومات المتداولة في وسائل التواصل الاجتماعي بشأن سيطرته على مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة وسط السودان، وقال مكتب الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني إنه “لا صحة لما يتم تداوله بالوسائط عن تحرير ود مدني”.
يأتي هذا فيما نفت وزارة الخارجية السودانية في بيان “صحة المزاعم التي نقلتها بعض الوسائط الإعلامية من أن الحكومة السودانية تمنع إيصال المساعدة الإنسانية إلى بعض المناطق في السودان”.
وأكدت الخارجية السودانية أن سياسة الدولة هي “تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى كل المناطق وجميع المواطنين دون أي عوائق وبلا استثناء”.
واتهم البيان قوات الدعم السريع باستغلال “الهدن الإنسانية التي تم التوصل إليها لاحتلال المزيد من المرافق الإنسانية والخدمية الضرورية مثل المستشفيات ومستودعات الغذاء ومحطات المياه والكهرباء والمزارع ومصانع الأغذية وتحويلها إلى ثكنات عسكرية”.
وأضاف البيان أن قوات الدعم السريع هاجمت “قوافل المساعدات الإنسانية، ونهب مستودعات برنامج الغذاء العالمي بالجزيرة” في ديسمبر/كانون الأول الماضي، واستولت “على أغذية تكفي حوالي مليون ونصف من الذين يحتاجون للمساعدات لمدة شهر حسب تقديرات البرنامج”.
ودعا بيان الخارجية السودانية إلى “إلزام المليشيا بتنفيذ ما تم التوصل إليه عبر منبر جدة وأن تخلي كل المرافق الإنسانية والخدمية والمدنية ومنازل المواطنين وأن ترفع يدها عن العمليات الإنسانية”.
مؤتمر إنساني
ويأتي النفي، بعد إعلان الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه أن بلاده ستعقد مؤتمرًا إنسانيًا في منتصف إبريل/نيسان المقبل لمساعدة السودان والدول المجاورة على مواجهة تداعيات الحرب الأهلية التي أدت إلى نزوح الملايين وأثارت تحذيرات من حدوث مجاعة.
وذكرت مصادر دبلوماسية فرنسية أن المؤتمر سيجمع وزراء من الدول المجاورة وجهات إقليمية فاعلة ودولًا غربية بالإضافة إلى وكالات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات غير ربحية عاملة في المنطقة.
وصرح دبلوماسيون بأن محادثات ستجري أيضًا حول الوضع السياسي رغم أنه من غير المقرر دعوة الفصيلين المتحاربين.
وحثت الأمم المتحدة الدول على عدم نسيان المدنيين المتضررين من حرب السودان، ودعت إلى جمع 4.1 مليارات دولار لتلبية احتياجاتهم الإنسانية ودعم أولئك الذين فروا إلى البلدان المجاورة.
ووفقًا للأمم المتحدة، يحتاج نصف سكان السودان، أي حوالي 25 مليون نسمة، إلى المساعدة الإنسانية والحماية، بينما فر أكثر من 1.5 مليون شخص إلى جمهورية إفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان.
على صعيد آخر، ذكر مراسل الجزيرة مباشر أن عددًا من مدن وولايات السودان تشهد عودة تدريجية لخدمات الاتصال والإنترنت لمستخدمي شبكة “سوداني”، فيما تواصل انقطاع شبكة “زين” عن البلاد لليوم التاسع على التوالي.