أم جميل.. فلسطينية في جباليا تصنع من علف الحيوانات خبزا لإطعام أطفالها (فيديو)

مع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، وفي ظل النقص الشديد للمواد الغذائية يضطر سكان القطاع إلى التكيّف مع واقع جديد لم يعهدوه فرض عليهم البحث عن سبل بديلة لتأمين طعامهم اليومي.

وأصبحت أطعمة بديلة لم يخطر ببالهم يوما أن يقربوها هي الطعام اليومي والوجبة الرئيسية لقطاع كبير من الأهالي، ومن بينها الخبز المصنوع من علف الحيوانات والطيور.

أم جميل امرأة فلسطينية نازحة من بيت حانون وتعيش بمخيم جباليا اضطرتها ظروف الحرب والشح الشديد للمواد الغذائية إلى اللجوء إلى علف الحيوانات والطيور من أجل صناعة الخبز لأطفالها، ورغم تعدد محاولاتها لصناعة الخبز من هذه المواد فإنها جميعا باءت بالفشل لتضطر أم جميل في النهاية إلى طهو عجين الأعلاف في زيت الطعام لسد جوع أطفالها.

وتقول أم جميل للجزيرة مباشر إنها اضطرت إلى استعمال أعلاف الحيوانات والطيور بسبب ظروف الحرب والتهجير والنقص الشديد في الحصول على الطحين والمواد الغذائية مؤكدة أنها لجأت إلى ذلك بعدما حُرم أطفالها من الخبز طوال 10 أيام وصرخوا من الجوع طوال الليل.

وأوضحت أنها وجدت صعوبة بالغة في صناعة العجين من هذه الأعلاف، حيث نصحها بعض جيرانها بوضع بعض الإضافات مثل النشا والمنجرين وحامض الليمون من أجل الحصول على قوام متماسك للعجين، لكن كل هذه المحاولات فشلت الأمر الذي اضطرها في النهاية إلى قلي عجين الأعلاف في زيت الطعام وإطعامه لأطفالها لسد جوعهم.

وأضافت أم جميل أن هذا النوع من الخبز يحتاج إلى كمية كبيرة من الحطب حتى يتم طهوه بشكل جيد وهذا غير موجود بالأساس.

وأكدت أن العديد من الأطفال والحوامل والمرضى يموتون يوميا بسبب النقص الشديد للغذاء لتختتم حديثها قائلة “بنطلب الرحمة من عند الله أحسن من الكل ربنا يرحمنا برحمته”.

وفي وقت سابق، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة نفاد كميات الطحين ومشتقاته والأرز والمعلبات التي كانت باقية في محافظة غزة نتيجة حرب “الإبادة الجماعية” على القطاع، مشيرًا إلى أن هذا الأمر يؤكد “بدء وقوع مجاعة حقيقية يواجهها 400 ألف مواطن من أبناء شعبنا الفلسطيني ما زالوا موجودين في المحافظة”.

وقال المكتب في بيان “لقد أجبر الاحتلال أهلنا في محافظة شمال غزة على طحن أعلاف الحيوانات والحبوب بدلًا من القمح المفقود، وأصبحوا يواجهون مجاعة حقيقية في ظل استمرار العدوان وفي ظل تشديد الاحتلال للحصار على شعبنا الفلسطيني”.

وتفرض إسرائيل حصارًا خانقًا على مدينة غزة وشمالي القطاع، وتمنع وصول أي مساعدات غذائية إلى سكان هذه المناطق، مما أدى إلى نفاد كل ما يملكونه من طعام ومياه صالحة للشرب.

ومنذ أسابيع، خلت الأسواق في مدينة غزة وشمالي القطاع من دقيق القمح، ليتجه المواطنون إلى طحن حبوب الذرة والشعير المخصصة لصناعة أعلاف الحيوانات.

ومنذ بدء حربها المدمرة قبل نحو 5 أشهر، قطعت إسرائيل إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن قطاع غزة، وتركت نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون أوضاعًا إنسانية كارثية.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان