تقرير: مساعٍ إسرائيلية حثيثة لشن حرب مسعورة تمزق الضفة الغربية

حرب غير مسبوقة

صورة تظهر مستوطنات إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة -2020 (رويترز)

أكد تقرير أعده المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن “الانشغال بإدارة الحرب الوحشية التي تشنها حكومة (نتنياهو -سموتريتش -بن غفير) على قطاع غزة، لم يعطل مخططاتها ومشاريعها الاستعمارية، فهي أبطأتها، ولكنها لم ترفعها عن جدول أعمالها”.

وكشف المكتب، في تقرير الاستيطان الصادر اليوم السبت، أن “الثنائي سموتريتش وبن غفير” ومعهما قيادات يمينية متطرفة من الليكود، يستغلون الحرب على قطاع غزة لشن حرب مسعورة وغير مسبوقة، تمزق الضفة الغربية.

وأشار إلى أنهم يسرعون في استكمال بناء ثمانية شوارع التفافية لتسهيل وتأمين حركة المستوطنين مثل الشوارع الالتفافية في حوارة والعروب وغيرهما، ويحولون حياة وحركة المواطنين إلى معاناة يومية قاسية.

وأكد التقرير أن تلك ظاهرة قديمة جديدة تعيشها البلدات والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية، وهي التوسع في إقامة الحواجز العسكرية، والبوابات على مداخلها، ومخارجها، وتغيير خطوط المواصلات بين المحافظات، لتتلاءم مع هذه الظاهرة.

إسرائيل مستوطنات
مستوطنة رامات شلومو في ضواحي القدس المحتلة (الفرنسية)

“بوابات على مدينة نابلس”

وقال التقرير، إن سلطات الاحتلال أقامت 8 بوابات جديدة على مداخل مدينة نابلس، تضاف إلى 10 بوابات سابقة أصبحت تهدد حياة ومصالح المواطنين، وحركتهم من مدينة إلى أخرى في الضفة.

وأضاف أنه زيادة على ذلك تتواصل سياسة الاعتداء على أراضي وممتلكات الفلسطينيين في العديد من المحافظات، حيث ينصب مستوطنون كرفانات، ويقوم آخرون بمضايقة سكان المناطق في وقت تقوم سلطات الاحتلال فيه بتسليم إخطارات هدم، بزعم البناء بدون ترخيص.

أما جديد مخططات الاستعمار، فهو دفع الحكومة الإسرائيلية بمخطط لبناء نحو 3344 وحدة استعمارية جديدة في الضفة الغربية، بما فيها القدس، ردا على عملية يوم الخميس، التي استهدفت جنودا قرب “حاجز الزعيم” العسكري شرق القدس المحتلة.

القطار المعلق في القدس

وكشف التقرير، أنه منذ أكثر من عامين من مصادقة المحكمة العليا على مشروع القطار المعلق إلى حائط البراق في البلدة القديمة من القدس، تواجه دولة الاحتلال، صعوبات في العثور على شركة دولية تتبنى المشروع.

ورغم ذلك استثمرت سلطات الاحتلال نحو 8 ملايين دولار في المشروع، وواصلت في الوقت نفسه اقتلاع أشجار زيتون قديمة، وعملية الاستيلاء على الأراضي من سكان بلدة سلوان.

ووفقا للمشروع، الذي عاد من جديد إلى الواجهة، فسوف تقام ثلاث محطات لهذا القطار المعلق. وتحاول “سلطة تطوير القدس” المضي بخطة القطار المعلق، ولو بدون التعاقد مع مستشارين في مجال المواصلات والأمن.

وتمت التعاقدات، باستثناء واحدة، بدون مناقصات بسبب صعوبة العثور على شركة دولية، لتنفيذ هذا العطاء، خاصة بعد انسحاب أربع شركات أجنبية تحت تهديد وضغط حركة المقاطعة، ثلاث منها فرنسية وواحدة سويسرية، بسبب الحساسية السياسية للمشروع.

وفي إطار الحملة التي يشنها الاحتلال ضد وكالة الأونروا أعاد قرار بلدية الاحتلال في القدس بإخلاء أرض يقوم عليها معهد تابع للوكالة، طرح مشروع استعماري جديد.

وكان ذلك المشروع قد أعلن عنه قبل سنوات لفائدة التوسع في البناء الاستعماري، حيث يسعى المشروع إلى السيطرة على نحو 110 دونمات، أقيم المعهد على الجزء الأكبر منها، في مطلع الستينيات من القرن الماضي، كما سلمت سلطات الاحتلال إخطارات هدم لعشرات المنازل في محيط المعهد.

وفي حال تنفيذ هذا المشروع الاستعماري، فإنه سيهدد مستقبل مئات الطلبة الفلسطينيين من أبناء المخيمات في الضفة الغربية، الذين يدرسون في المعهد إضافة إلى هدم عشرات المنازل في محيط المعهد الذي تحيط به عشرات البنايات السكنية التي تؤوي مئات الأشخاص.

المستوطنات تسيطر على نحو 65% من أراضي الضفة الغربية

ويتوقع أن يعوق هذا المخطط الاستعماري التواصل الحضري الفلسطيني القائم بين رام الله والقدس الشرقية. وكانت لجنة التخطيط والبناء التابعة لبلدية الاحتلال في القدس قد صادقت عام 2021 على المخطط.

ويقام المخطط الكبير على أراضي مطار القدس الدولي (قلنديا) المهجور، المتاخم لمعهد التدريب المهني، ويشمل بناء نحو 11 ألف وحدة وفنادق وحدائق عامة، ومناطق صناعية على 1243 دونما شمالي مدينة القدس المحتلة.

كما يشمل إقامة مجمعات تجارية وتحويل الصالة الرئيسية في المطار إلى “مرفق سياحي”، وتشمل المرحلة الأولى المصادقة على بناء 3800 وحدة استعمارية، على أن يتم لاحقا توسيعها إلى نحو 10 آلاف وحدة، تضاف إليها المرافق العامة والمناطق التجارية والصناعية.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالة الأنباء الفلسطينية

إعلان