“أطفالي بيناموا بخوف ويصحوا بجوع”.. مأساة تفتك بأهالي حي الزيتون شمالي غزة (فيديو)
حي بلا زيتون
“خلي العالم كله يعرف ويشوف أن حي الزيتون شمال غزة جعانين”.. بهذه الكلمات أعلنت المسنة الفلسطينية أم طلب حمد، عبر صرخاتها، تفشي الجوع بين سكان الحي.
أطلقت المرأة صرخة في وجه الجوع المنتشر دون رحمة لعلها توقظ ضمير العالم اتجاه ما يعانيه سكان شمالي غزة، بعدما اضطرهم إلى تناول علف الحيوانات.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsبرنامج الأغذية العالمي: تعرض قافلتين من “مساعدات غزة” لهجوم عنيف
“أمانة يا رب يكون مش هو”.. لحظات مفجعة أثناء تعرُّف أم على جثة ابنها الشهيد (فيديو)
تقرير: لماذا يستهدف جيش الاحتلال الطواقم الطبية والعلماء في شمال غزة بشكل ممنهج؟
تشعل “أم طلب” النار أملًا في عودة أبنائها الذين أرسلتهم في رحلة بحث عما تجود به الأرض من حشائش قد تقيهم الشعور المقيت بالجوع، مسترسلة في الإفصاح عن شعورها بالجوع “جعانين بنعاني حرام كفى”.
وتعلن أم طلب التي تعاني من عدة أمراض، قدرتها على تحمّل الآلام الناتجة عن إصابتها بالقلب والسكر والضغط، ولكن الجوع لا يمكنها تحمله بأي شكل من الأشكال.
وتعاود المرأة الصراخ مستنجدة بالله أن يغيثهم من الجوع، بعد تخلي العالم عن سكان غزة.
“بيناموا بجوع ويصحوا بخوف”
وتقاطعها أم محمد قائلة “حسبي الله ونعم الوكيل في كل من تسبب في هذه الحرب، أطفالي بيناموا بخوف ويصحوا بخوف، بيناموا بجوعهم ويصحوا بجوعهم”، مؤكدة تناولهم أكل الدواب، مناشدة العالم إيقاف الحرب.
وتصف أم محمد حالتهم على وقع الجوع “صرنا مثل هياكل العظم”، مشيرة إلى إصابتها وأطفالها بفقر دم في ظل عدم توفر أبسط أنواع الطعام، مؤكدة شعورها العميق بالحزن ولكن دون القدرة على ذرف دمعة واحدة، تقول “شاعرة بكثير حزن بدي أبكي بس مش قادرة أبكي”.
ورغم الجوع ومعاناة أم محمد وأطفالها المعاقين وعدم توفر الدواء، فقد أبدت رفضها القاطع مغادرة وطنها إلى مكان آخر، متسائلة “أين أذهب؟”.
ويقدر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة أن أكثر من ربع سكان غزة استنفدوا إمداداتهم الغذائية، وحذرت المنظمة الأممية للطفولة (اليونيسيف) من أن 90% من أطفال قطاع غزة يعانون من سوء التغذية.
وعلى وقع هذه الظروف المأساوية في شمال غزة، أعلن برنامج الغذاء العالمي الثلاثاء الماضي عن وقف مؤقت لتسليم المساعدات الغذائية إلى شمال القطاع المحاصر حتى تسمح الظروف بتوزيع “آمن”.
“بيبكي.. بده كسرة خبز”
ويحتال أمجد السموني على أطفاله بإشعال النار، موهما إياهم بتحضير الطعام، حتى يغطون في سبات عميق دون زوال الجوع الذي تعانيه العائلة والقهر الذي يسيطر على الأب.
وتمثيلًا لمقولة “قهر الرجال” يعلن السموني عن بكائه اليومي بسبب عدم قدرته على توفير الطعام لأطفاله، ويشير الرجل بحسرة إلى طفله الصغير “ابني بيبكي طول الليل بده كسرة خبز”.
ويخفي السموني بكاءه اليومي عن أطفاله الذين يسألون “إيش فيك يا بابا”؛ فيقوم مسرعا بمسح دموعه، والتوقف عن البكاء حتى لا يتسرب الحزن لأطفاله الجوعى.
ويأمل السموني من العالم أن يسمحوا بإيصال المساعدات إلى غزة ومواطنيها، صارخا بصوت يشوبه العجز “يا عالم بدنا طحين، بدنا دجاج، بدنا لحم”.
عاد خاوي الوفاض
وقد باءت محاولات الشاب طلب حمد، الذي غادر الحي؛ طلبا لتوفير الطعام لأطفاله الأربعة، ولكنه عاد خاوي الوفاض دون مال أو طعام، وتساءل بيأس “أيه اللي يخلينا نظل بغزة؟! أكل فش، مياه فش؟!”
وتوجه حمد بسؤال للأطفال المحيطين به “في حد فيكم أكل؟”، ليجيبه الأطفال ببراءة مؤلمة لكل من لديه ذرة إنسانية: “لا”.
وتحاول أم حمد إقناع ابنها بعدم النزوح من شمال غزة إلى جنوبها، معللة محاولاتها بأسباب عدة لعل أهمها خشيتها على استهداف ابنها من قبل قوات الاحتلال التي تترصد من تأخر من سكان شمال غزة في اتخاذ قرار النزوح إلى الجنوب.
وتسوق أم حمد لابنها الأمثلة على من قرر النزوح، وعاد محمولًا على الأكتاف شهيدا قائلة “ابن الأعرج أحمد الأعرج راح شرد على الجنوب وطخوه ياما، أجى شهيد يا ما”، مؤكدة أنه لم يعد هناك مكان آمن في قطاع غزة على وقع القصف والقنص والترصد من قبل قوات الاحتلال.