اللورد جاكوب.. وفاة عميد عائلة “روتشيلد” الاقتصادية التي أدت دورا في قيام إسرائيل

توفي اللورد جاكوب روتشيلد، زعيم الجيل الرابع من عائلة روتشيلد البريطانية الاقتصادية المعروفة، والنشطة في العديد من المجالات من السياسة إلى الأعمال التجارية، وذلك عن عمر ناهز 87 عاما.

وأعلنت العائلة أن الجنازة ستقام، اليوم الثلاثاء، في مراسم عائلية وفقا للتقاليد اليهودية. وبعد وفاته ينتظر أن يحمل ابنه ناثانيال فيليب روتشيلد لقب بارون العائلة.

انضم إلى بنك العائلة عام 1963 لكنه تركه عام 1980 بعد خلافه مع ابن عمه السير إيفلين دي روتشيلد. ومضى في بناء إمبراطوريته المالية الخاصة في مدينة لندن.

وتعود جذور عائلة روتشيلد المصرفية إلى فرانكفورت في القرن الثامن عشر، حيث انتقل أفراد العائلة إلى مدن عدة في جميع أنحاء أوربا لبناء أعمال مصرفية.

وفي عام 1815، حقق البنك ثروة عندما اشترى ناثان ماير روتشيلد سندات الحكومة البريطانية تحسبا لهزيمة نابليون في واترلو. وتقدر ثروة عائلة روتشيلد بنحو 825 مليون جنيه إسترليني، وفقا لقائمة صنداي تايمز للأثرياء العام الماضي.

دور عائلته في قيام إسرائيل

لجاكوب روتشيلد وعائلته اليهودية -التي يصنف بعض أبنائها في لائحة أغنياء العالم- تاريخ طويل في دعم ومساندة إسرائيل حتى قبل قيامها، فقد قام جيمس أرماند روتشيلد (1878-1957) بجمع متطوعي الفليق اليهودي داخل الجيش البريطاني إبان الحرب العالمية الأولى ثم تولى رئاسة هيئة الهجرة إلى فلسطين.

وبعد قيام إسرائيل، ركزت العائلة -وعلى رأسها جاكوب- على الدفاع عن المصالح الإسرائيلية. وفي مقابلة صحفية نادرة، أجمل جاكوب روتشيلد لصحيفة تايمز الإسرائيلية مساهمة عائلته في تأسيس إسرائيل بأنها “كانت حاسمة”، مضيفا “عائلتنا أسست لإسرائيل”.

وأظهر روتشيلد انتماءه اليهودي القوي في دفاعه عن وعد بلفور، ففي مقابلة تلفزيونية أخرى نادرة أجراها معه السفير الإسرائيلي السابق دانيال طوب ونشرتها صحيفة “جويش نيوز” في 2017، وصف جاكوب إعلان بلفور بأنه “معجزة”.

واعتبر أن الطريقة التي تحقق بها “وطن” لليهود “كانت فرصة لا تصدق، وحاييم وايزمان (رئيس منظمة الصهيونية العالمية) كان يتردد كثيرا على إنجلترا، ويلتقي بعدد قليل من الناس -بما في ذلك أفراد عائلتي- لإغوائهم بفكرته. لديه هذا السحر والاقتناع، للحصول على وعد بلفور، وبشكل لا يصدق، أقنع جيمس بلفور، ولويد جورج، رئيس الوزراء، ومعظم الوزراء، أنه ينبغي السماح لفكرة خلق وطن لليهود أن ترى النور”.

وتعتبر الرسالة التي بعث بها وزير الخارجية البريطاني عام 1917 إلى اللورد روتشيلد أحد زعماء الحركة الصهيونية في تلك الفترة -وعرفت فيما بعد باسم وعد بلفور- أول خطوة يتخذها الغرب لإقامة كيان لليهود على أرض فلسطين. وقد تعهدت الحكومة البريطانية حينها بإقامة دولة لليهود في فلسطين.

وكشف روتشيلد أن النسخة النهائية لوعد بلفور سبقتها 5 نسخ، كانت مسودات قبل أن يتم الاتفاق على النسخة الأخيرة التي أعلنت في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 1917.

تولى جاكوب روتشيلد منذ عام 1989 رئاسة مؤسسة “ياد هنديف” الخيرية التابعة لعائلة روتشيلد، وقد موّلت تلك المؤسسة عدة مشاريع لإسرائيل منها بناء مقرّ الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) والمحكمة العليا.

وبالنظر إلى الجهود التي قدمها لإسرائيل، كرّمت عدة مؤسسات إسرائيلية اللورد روتشيلد، كما حصل على عدة جوائز من بينها “جائزة وايزمان” بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس إسرائيل، وكرمته مؤسسات أخرى في الولايات المتحدة وبلدان أوربية.

وفي عام 2011، شكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -خلال الاحتفال بمشروع تجديد المكتبة الوطنية- رئيس مؤسسة “ياد هنديف” لدعمه السخي لمشاريع عدة في إسرائيل كما فعل أسلافه.