صحيفة إسبانية: هكذا أصبح المستوطنون الجيش الآخر لإسرائيل ضد الفلسطينيين

مستوطنون إسرائيليون يقيمون بؤرة استيطانية شرقي الضفة (الأناضول)

نشرت صحيفة “البايس” الإسبانية تقريرا يوضح كيفية اعتماد حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على المستوطنين كجيش ثانٍ في حربه على الشعب الفلسطيني.

وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تضاعف عنف المستوطنين، فضلا عن إفلاتهم من العقاب، إضافة إلى الدعم الذي يتلقونه من أجهزة الدولة.

وأوضحت الصحيفة أنه منذ عام 2007، يعيش أكثر من نصف مليون يهودي بشكل غير قانوني في الضفة الغربية، لافتة إلى وجود 100 ألف آخرين في القدس الشرقية.

وخلافا لتقارير منظمات حقوق الإنسان، فإن المستوطنين ينكرون الهجمات، ويزعمون أن أعمال العنف التي يقومون بها تأتي ردا على تلك التي ينفذها الفلسطينيون.

وأشارت “البايس” إلى أن المستوطنين يدخلون الحقول، ويقتلعون أشجار الزيتون الخاصة بالفلسطينيين أو يمنعونهم من جني المحاصيل.

وينظر المستوطنون إلى الضفة الغربية بوصفها “الأرض الموعودة”، زاعمين أن إسرائيل حصلت على حقها في الأرض بعد الانتصار في حرب 1967 ضد العرب.

العقوبات الغربية

وبداية فبراير/شباط الجاري، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على 4 مستوطنين.

وبعد أيام، فرضت بريطانيا عقوبات على 4 آخرين، كما أعلنت فرنسا أنها ستعاقب 28 شخصا، لكنها لم تكشف عن هوياتهم، كما تخطط إسبانيا لاتخاذ تدابير مماثلة.

وأكد مستوطنون للصحيفة أن العقوبات “تبدو وكأنها مزحة بالنسبة لهم”.

ولدى المستوطنين منظمات تجمع التبرعات للعيش في المستوطنات، وهي أموال تأتي من “الأشخاص الذين يؤمنون بالكتاب المقدس، والذين يؤمنون بأن الله أعطاهم هذه الأرض”، حسب وصف قادتهم.

مستوطنون إسرائيليون يهاجمون منازل فلسطينية شمالي الضفة (الأناضول)

استشهاد مزارع فلسطيني

وأشارت الصحيفة إلى حادثة استشهاد المزارع الفلسطيني بلال صالح، في 28 أكتوبر الماضي، إذ أجرى مراسل الصحيفة مقابلات مع شهود، قالوا إن عددا من المسلحين من مستوطنة قريبة نزلوا بلدة “الساوية” باتجاه بستان الزيتون التابع لعائلة صالح من دون أن يفعل الجيش أي شيء لمنعهم. وأكدت الصحيفة تلقي المستوطنين الضالعين في عمليات العنف دعما قانونيا من جمعيات مثل منظمة “هونينو”.

وتحت غطاء الحرب الإسرائيلية على غزة، يقوم المستوطنون الإسرائيليون باقتحام القرى في الضفة الغربية، ويهددون الفلسطينيين ويدمرون منازلهم وسبل عيشهم، بهدف تهجيرهم والاستيلاء على أراضيهم ومنازلهم.

وحسب الأمم المتحدة، فإنه منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع، تضاعفت الهجمات العنيفة التي يشنها المستوطنون الإسرائيليون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، وظهر مستوطنون مسلحون يرتدون الزي العسكري في القرى الفلسطينية، وهددوا بقتل أولئك الذين لا يغادرون، وفق السكان وناشطي السلام الإسرائيليين والأمم المتحدة.

وخلال الحرب على قطاع غزة، وثقت منظمة “بتسيلم” غير الحكومية التهجير القسري لـ151عائلة فلسطينية من الضفة الغربية خارج مكان سكنها، أي ما مجموعه 1009 أشخاص، منهم 371 قاصرا، وذلك بسبب هجمات المستوطنين الذين يعملون بحماية من الجيش، وفق الصحيفة.

وقالت (البايس) إن العقوبات المفروضة على بعض الأفراد من دول مثل الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة لا تشير إلى مسؤولية الحكومة الإسرائيلية عن عنف المستوطنين، وفق منظمة “بتسليم”، التي أكدت أن الأمر يتعلق بعنف الدولة، لأن هؤلاء المستوطنين يفلتون من العقاب، في إشارة إلى أن فعالية هذه العقوبات ضد حفنة من المستوطنين “محدودة”.

بن غفير قام بتوزيع آلاف البنادق على جماعات يهودية متشددة منذ اندلاع الحرب في غزة
بن غفير قام بتوزيع آلاف البنادق على جماعات يهودية متشددة منذ اندلاع الحرب في غزة (الفرنسية)

وحسب منظمة “بتسليم”، زادت الهجمات وأعمال العنف وحوادث إطلاق النار، وتم تسليح المزيد من المستوطنين وأصبح بعضهم الآن جزءا من الجيش، وتؤكد “بتسيلم” أن هذه سياسة محددة من أعلى السلطات، وفق الصحيفة.

وتَعُد الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الاستيطان في الأراضي المحتلة عام 1967 “غير قانوني”، وتدعو إسرائيل إلى وقفه دون جدوى، محذرة من أنه “يقوض فرص معالجة الصراع وفقا لمبدأ حل الدولتين”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان