بحر غزة.. الملاذ الأخير لسكان الشمال لإنقاذهم من الموت جوعا (فيديو)

بجسد هزيل أضناه الجوع، وبسمكتين لا تكاد العين تُبصرهما، يتحدى محمود سكر الاحتلال والفقر والجوع الذي يعتصر أمعاء طفله الصغير.
ومع استمرار الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة، لم يبق أمام سكان الشمال سوى المخاطرة بأرواحهم نحو البحر في محاولة منهم لصيد بعض الأسماك بوسائل حتى لو كانت بدائية لعلهم يعودون إلى أفراد أسرهم بما يسد رمقهم.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsتأكيد استشهاد شقيق يحيى السنوار
استشهاد أسير جديد من غزة في معسكر “سدي تيمان”.. وحماس تعلق
إنذار عاجل بالإخلاء.. تصعيد كبير في شمال غزة ومستشفى العودة يحترق (شاهد)
يقول محمود سكر، أحد أولئك الذين اتجهوا إلى البحر لصيد الأسماك، للجزيرة مباشر إنه لم يقم بالصيد أبدا قبل ذلك، إنما ظروف الحرب والجوع القارص هو من دفعه إلى ذلك، موضحا أنه يعمل بالأساس في مصنع للأجبان.
وأضاف أنه العائل الوحيد لأسرة مكونة من 7 أفراد، وأن فكرة لجوئه إلى الصيد في البحر جاءت بسبب شح المواد الغذائية وعدم توافرها لسكان الشمال، مؤكدا أنه وأسرته لم يتناولوا اللحوم أو الأسماك منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة حتى الآن.
وعن الصعوبات التي واجهته للوصول إلى منطقة الميناء، قال محمود إنه قطع مسافة 3 كيلومترات من الشجاعية إلى الميناء مشيا، في رحلة محفوفة بالمخاطر مُعرّضا حياته لخطر استهدافه من جانب قوات الاحتلال.
وعبَّر سكر عن فرحته الشديدة بعد اصطياده سمكتين صغيرتين لا تكاد تبصرهما العين، قائلا “الحمد لله أول استفتاح من رب العالمين، هاي أول سمكتين من أول الحرب حتى الآن هيدخلوا بتم ابني علي اللي مأكلش لحمة ولا سمك من أول الحرب”.
منتصر السوسي، شاب آخر من حي الكرامة، جاء إلى منطقة الميناء لصيد الأسماك في محاولة منه لإيجاد بديل لشح الطعام في الشمال. وأوضح أن هذه هي المرة الأولى التي يذهب فيها لصيد الأسماك، إذ لا يملك أي خبرة في هذا المجال، بل قام باستعارة صنارة أحد أقاربه، مشيرا إلى أنه خلال 5 ساعات قضاها في الصيد لم يستخرج سوى 4 سمكات، وأكد أنه سيعود مجددا كل صباح لصيد الأسماك حتى نهاية الحرب.
واختتم منتصر حديثه بنبرة تحد وصمود، قائلا “رغم الظروف والحصار والحرب والزوارق والقصف والتجويع والقتل، صامدين قاعدين مش هنطلع”.
أما محمود السوسة، فذكر أنه جاء للصيد رغم الأخطار التي تحيط بهم بسبب وجود “الطرادة” الحربية خلفهم والطائرة “الزنانة” فوقهم، لكنهم مضطرون إلى المخاطرة بحياتهم حتى يتمكنوا من تدبير لقمة العيش، وأعرب عن أمله في صيد عدد أكبر من الأسماك في المرات القادمة.