رئيس حزب العدالة والتنمية في إسطنبول: واثقون من الفوز في انتخابات المحليات

رئيس حزب العدالة والتنمية في إسطنبول عثمان نوري كاباك تبيه

قال رئيس حزب العدالة والتنمية في إسطنبول عثمان نوري كاباك تبيه إن حزبه قام بما يلزم من مراجعة ونقد ذاتي وبكل شجاعة بعد الخسارة التي طالته في الانتخابات المحلية عام 2019.

وفي حوار خاص مع موقع الجزيرة مباشر، أعرب نوري عن اطمئنان حزبه وثقته بالفوز في ولاية إسطنبول في هذه الانتخابات، وإلى نص الحوار:

■ ما الاستراتيجية الانتخابية التي يعتمدها حزب العدالة والتنمية من أجل استعادة إسطنبول بعد خسارة 2019؟

● إذا كنت تسعى لدراسة التاريخ السياسي لحزب العدالة والتنمية، فإن أول شيء ستصل إليه هو أن الحزب يمكنه أن يقوم بمراجعاته بنفسه وبنقده الذاتي بكل ثقة.

لذلك، وإذا كانت هناك خسارة، وهي موجودة بالفعل، فإن حزب العدالة والتنمية بمجرد انتهاء الانتخابات، قد قام بما يلزم من نقد وتصحيح في كل جانب، ولا يزال يُجري ذلك بأفضل طريقة.

وإذا وصلنا إلى سؤالك، فإننا نعم، قد خسرنا أمام تحالف في الانتخابات التي أُجريت عام 2019، والأصوات التي خسرناها أمام هذا التحالف هي 13 ألف صوت، ولا شك أن هذه قضية مهمة لنا، فنحن -تحالف الشعب- تعرضنا للخسارة رغم حصولنا على أكبر عدد من الأصوات.

الآن، ونحن أمام تحالف متفكك لم يتمكن حتى من تحديد مرشحيه بشكل صحيح، ويكاد تحالفه يتلاشى تمامًا، لكنه لا يزال متشبثًا برابطة سيئة السمعة، وهنا من الضروري أن أقول إنه في الانتخابات السابقة، كانت طبيعة المجتمع في إسطنبول إلى جانبنا، والآن ليس فقط المجتمع ولكن أيضًا الرياضيات والأرقام إلى جانبنا.

■ في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، جاءت نتائج إسطنبول لصالح مرشح “الطاولة السداسية”، الذي تمكن في الجولة الثانية من الحصول على نسبة 51.78% من الأصوات أمام الرئيس أردوغان، فهل سيتمكن مراد كوروم من تحقيق ما فشل أردوغان في تحقيقه؟

● كل استحقاق انتخابي له ديناميكيته وحساباته الداخلية الخاصة، وديناميكية الانتخابات المحلية تختلف عن ديناميكيات الانتخابات العامة، وإذا لم تتمكن من قراءة الديناميكيات قراءة واعية، فستواجه صعوبة في الوصول إلى أي نتيجة.

نعم، لا شك أن النسبة التي ذكرتها صحيحة، لكنني أريد فقط أن أطرح عليك سؤالًا: كم عدد المرشحين الذين رشحتهم أحزاب تحالف الأمة في هذه الانتخابات؟ هناك 6 مرشحين من السهل ذكرهم، والواقع الآن أنت تحتاج إلى قسمة نسبة 51.78% على 6 مرشحين لكي تجيبك الرياضيات عن حصصهم في تلك الانتخابات، ولا تنس أن الرياضيات لا تخطئ.

■ ما تقييم حزب العدالة والتنمية لخسارته أغلبية الأصوات في مناطق تُعَد معاقل للحزب، مثل أيوب سلطان وأسكودار؟

● بادئ ذي بدء، اسمحوا لي أن أقول إننا سنفوز بكل هذه المناطق التي ذكرتها مرة أخرى، ودعني أخبرك أننا حتى سنفوز على الأقل بـ4 مناطق أخرى.

أما بالنسبة لسؤالك، فمن الضروري تقييم هذه المناطق وما يتعلق بها من مناطق أخرى تقييمًا واقعيًّا، فعلم الاجتماع هو الموجِّه الرئيسي للسياسة.

بمعنى آخر، إذا أسست عملك على بناء راسخ من علم الاجتماع، فستضمن استمرار نجاحك، ولهذا فإننا الآن ليس لدينا شك في أننا سنفوز بمقاطعتي أيوب سلطان وأسكودار في الاستحقاقات الانتخابية، لا سيما في الانتخابات المحلية القادمة، ومع ذلك، وكما ذكرت سابقًا، من المهم دائمًا الانتباه إلى العلاقة بين علم الاجتماع ومعدلات التصويت.

■ هل يرى حزب العدالة والتنمية في انقسام المعارضة وتقديم كل حزب لمرشح خاص به في هذه الانتخابات فرصة لاستعادة مقعد بلدية إسطنبول الكبرى؟

● بالتأكيد، نعم. وحتى لو لم يكن هناك انقسام بشكل تام، فإننا واثقون بأننا سنفوز في هذه الانتخابات، لأننا لا نتعامل مع مرشح يمكنه أن يكون أملًا للأمة، ولكن في الحقيقة مع إدارة -إذا جاز التعبير- لم تقدّم أي شيءٍ على مدى 5 سنوات.

بعبارة أخرى، إن سكان إسطنبول يدركون جيدًا ما يجري، فهم يعلمون أن عقلية حزب الشعب الجمهوري لا تعطي أي أولوية أو اهتمام للمجتمع وخدمته، لذلك، سواء كان هناك انقسام أم لا، سننتصر.

بالإضافة إلى أنه لا ينبغي تجاهل المصالحة بين الديمقراطيين وحزب الشعب الجمهوري. وبعبارة أخرى، تعاون هذين الحزبين بالتأكيد في إطار ما يسمى “تسويات/تحالف المدن”.  لذلك، فإن أهالي إسطنبول من خلال صناديق الاقتراع، سيعطون في هذه الانتخابات الدرسَ اللازم للذين شاركوا في هذه التسوية.

أكرم إمام أوغلو (يمين) ومراد قوروم مرشح حزب العدالة والتنمية لرئاسة بلدية إسطنبول في الانتخابات القادمة
مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو (يمين) ومراد قوروم مرشح العدالة والتنمية لرئاسة بلدية إسطنبول (الجزيرة مباشر)

■ ما الاستعدادات التي يقوم بها حزب العدالة والتنمية لمواجهة الزلزال المتوقع في إسطنبول، وذلك بعد كارثة القرن التي أثَّرت على جنوبي تركيا؟ ما خطتكم؟

● إذا تابعت عمل ومشروعات مرشحنا، فستدرك أن أولويتنا القصوى وجهودنا تتمثل في إعداد إسطنبول للتصدي للزلزال، وبعبارة أخرى، نحن على دراية بكل ما يجب القيام به في كل بناء وفي كل شارع، وسنقوم بما يلزم فور تولينا مناصبنا.

وإذا دققت النظر في إنجازات مرشحنا السيد مراد كوروم، في الماضي، وخاصة في الزلازل والكوارث، فتكتشف أن المرشح الوحيد الذي يمكنه إعداد اسطنبول للزلزال هو بلا منازع السيد كوروم.

في الواقع، فإن الحديث عن مقارنة السيد كوروم مع أي من المرشحين الآخرين في هذا الصدد المتعلق بإعداد إسطنبول للزلزال، هو إهانة للسيد كوروم وظلم له.

■ ما الإجراءات التي اتخذها حزب العدالة والتنمية في إسطنبول لمكافحة التضخم ومشكلة الإيجارات في تركيا وخاصة في إسطنبول؟

● إن الصعوبات والأوضاع الاقتصادية التي يعيشها العالم الآن، وخاصة بعد وباء كوفيد، لها حتما انعكاسات في بلدنا، وكنتيجة طبيعية على المجتمع، يظهر هذا التأثير بوضوح أكثر في المدن الكبرى.

ومع ذلك، فقد بدأنا في التغلب على هذه الحالة بسرعة عن طريق البرامج والتدابير التي اتخذناها بعد الانتخابات، فنحن ندرك طبيعة المشكلات، وحازمون بشأن حلها، والأمة في الحقيقة تعرف قيمة حزب العدالة والتنمية وتأثيره ودوره المركزي في حل المشكلات.

■ يتهم حزب العدالة والتنمية رئيس بلدية إسطنبول الحالي بمضاعفة ديون البلدية دون تحقيق نجاحات كبيرة، خاصة في مجال الطرق والمواصلات.. فكيف سيعمل حزب العدالة والتنمية مع سياسة التقشف التي تنتهجها الدولة لتحسين الطرق والنقل وسداد ديون المدينة غير المسبوقة؟

● إن الإنتاج وتقديم الخدمات -كما نسميها- عملية تتطلب امتلاك عقلية سياسة الأعمال والخدمات، كما أن إنشاء ميزانية للخدمات التي يتعين القيام بها هو أيضًا عملية عقلية، فإذا خصصت ميزانيتك للتصوير والإعلانات لا الاستثمارات، فستغرق في الديون، وإذا وظفت آلاف الأشخاص غير الضروريين في البلدية، فستكون كذلك مديونًا.

بعبارة أخرى، إن المشكلة ليست في موارد إسطنبول، بل في عدم القدرة على إدارة هذه الموارد، ولهذا صدِّقني: عندما تتغير الإدارة، وبشكل أكثر تحديدًا العقول المديرة، ستكون الموارد وفيرة، وبالتالي سيصبح الوضع الاقتصادي في إسطنبول أكثر كفاءة وأمانًا معنا.

■ مرة أخرى صارت قضية اللاجئين والمقيمين الأجانب مسألة رأي عام مع الانتخابات المحلية، ما رأيكم في سياسة الدولة بشأن اللاجئين، مع الأخذ في الاعتبار الوعود المستمرة لأحزاب المعارضة بترحيلهم؟

● لدينا عدد كبير جدًّا من اللاجئين، ولقد بذلنا قصارى جهدنا وأكثر مما نستطيع، لأننا نؤمن بأن تركيا هي الملاذ الآمن والأمل للإنسانية، ومع ذلك، فنحن بحاجة إلى الحفاظ على التوازن في الداخل التركي، وأعني بالتوازن الحفاظ على ثقافة المدينة. لذا، أؤكد أن عودة اللاجئين إلى بلادهم قد بدأت بالفعل، وستزيد أكثر قريبًا، ولكننا في الوقت نفسه نحرص على أن تكون هذه العودة كريمة وآمنة.

وبعبارة أخرى، لا أحد، وخاصة نحن، يستطيع أن يرسل الناس إلى الموت والجوع والحرب، ولهذا فإن مواجهة مشكلاتنا تأتي على رأس أولوياتنا، وعندما يتم حلها، أنا متأكد من أن مشكلة اللاجئين ستحل نفسها بنفسها.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان