غزة.. طفل يرعى أشقاءه الـ6 بعد استشهاد والدته وفقدان الاتصال بوالده (فيديو)
يرعى الطفل الفلسطيني محمد (14 عامًا) أشقاءه الـ6 بعد استشهاد والدته وفقدان الاتصال بوالده أثناء نزوحهم من مدينة غزة إلى جنوبي القطاع الذي يتعرض لقصف متواصل منذ 123 يومًا على التوالي.
وتحمّل الشقيق الأكبر محمد مسؤولية كبيرة، خاصة أن أصغر أشقائه تدعى تولين وعمرها 6 أشهر فقط، كما أن بينهم طفلًا آخر عمره عامان، مما يتطلب عناية خاصة بهما من الشقيق الأكبر الذي حل محل الأب والأم.
ويقول محمد للجزيرة مباشر “بدلًا من أن يتحمل أبي وأمي مسؤولياتنا كلنا، أتحمل مسؤولية جميع إخوتي، أجلب لهم الحطب وكل شيء، بجيب لأختي الصغيرة الحليب، وأغيّر لها هي ويوسف الحفاظات”.
وعن كيفية تعامله مع أطفال في هذا السن، أوضح “تعلمت لهم من جديد، عرفت لماذا يبكون، وما إذا كانوا يريدون الطعام أو الشراب، أو متى يرغبون في تغيير الحفاظات”، مشيرًا إلى أنه في الليل تبكي شقيقته تولين لحاجتها إلى الحليب، وبدوره يستيقظ خصيصًا ليحضره لها حتى تعود إلى النوم من جديد.
التعليم واللعب ومنزل وأصدقاء.. أحلام بسيطة لأطفال #غزة النازحين #الجزيرة_مباشر #غزة_لحظة_بلحظة pic.twitter.com/T7swQ4kSdC
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) February 6, 2024
وينتظر ويتمنى محمد وجميع إخوته بشدة أن يعود والدهم الغائب منذ أشهر، وذلك بعد أن أتتهم أخبار تفيد بأنه بصحة جيدة لكنهم غير قادرين على التواصل معه، ويقول محمد عن والده “نفسي يرجع حابب أقعد في حضنه ويتحمل مسؤوليتنا، تعبت كثيرًا من هذه الحرب”.
وروى عن تفاصيل استشهاد والدته وافتراقهم عن أبيهم “كنا في الدار، ذهبت لدار سيدي -جده- لتساعدهم، جاء خبر أن الدار قُصفت، وأخبرنا أبي أن أمي استشهدت، كما قُصفت بعد ذلك دار ملاصقة لدارنا، نزحنا إلى مستشفى الشفاء، وبعد يومين ذهب أبي إلى دار جدي محاولًا البحث عن أمي حتى يدفنها، ومنذ ذلك الحين فقدنا التواصل معه، ثم أُجبرنا على النزوح للجنوب”.
التعليم واللعب ومنزل وأصدقاء.. أحلام بسيطة لأطفال #غزة النازحين #الجزيرة_مباشر #غزة_لحظة_بلحظة pic.twitter.com/T7swQ4kSdC
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) February 6, 2024
وعبّر جميع الأشقاء عن اشتياقهم إلى منزلهم في مدينة غزة، والجلوس أمامه، وزيارة منازل أجدادهم وأعمامهم.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربًا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت حتى الثلاثاء 27 ألفًا و585 شهيدًا و66 ألفًا و978 مصابًا، معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة، حسب الأمم المتحدة.